طبرق-ليبيا-15 مارس 2021
أدى رئيس الوزراء الليبي الجديد عبد الحميد الدبيبة، الذي سيدير المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر 2021، اليمين الدستورية، اليوم الإثنين، بعد أكثر من شهر على تعيينه في إطار عملية سياسية رعتها الأمم المتحدة لإخراج ليبيا من الفوضى المستمرة منذ عشر سنوات.
وجرت مراسم تأدية اليمين في المقر المؤقت للبرلمان في مدينة طبرق على بعد نحو 1300 كيلومتر من العاصمة طرابلس، ويأتي هذا التطور الإيجابي بعد سنوات من الجمود السياسي في ليبيا التي عاشت في اضطرابات وحروب ودمار ونهب للثروات بسبب تغول الميليشيات المسلحة واستباحة البلاد من قبل المرتزقة السوريين وقوات الغزو التركية بتواطؤ مفضوح من قبل”السراج” وجماعة “الإخوان”.
وفي كلمة له أمام البرلمان،تمنى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي التوفيق لحكومة الوحدة الوطنية خلال الفترة البسيطة التي أمامها، وهي من ثمانية إلى تسعة أشهر، مشيرا إلى أن”هناك عدة أمور على الحكومة إنجازها، أولها حل المشكلات المعيشة، وسيكتب لها النجاح لو شعر المواطن بتحسن الخدمات ولو بجزء بسيط، مثل السيولة النقدية وأزمة الكهرباء”.
وأضاف: “نأمل من رئيس الوزراء والوزراء تهيئة المناخ المناسب حتى نصل إلى النقطة الأساسية وهي الانتخابات العامة في 24 ديسمبر”.
كما أكد على ضرورة “إطلاق دولة قانون ومؤسسات، فضلا عن مجتمع تسامح”، مضيفا: ” إن الحكومة ستتمكن بداية من الآن من مباشرة عملها وأداء مهامها.. وهذه المناسبة فرصة لأذكر السادة النواب وأذكر نفسي بأنه حان الوقت لنتسامح ونتسامى ونتصالح فوق خلافاتنا.. ملف الماضي يجب أن يطوى ولا يذكر، ويوضع في زنزانة النسيان”.
وأشار إلى نقطة المصالحة الوطنية والتأسيس لها، قائلا: “لن نصل إلى مصالحة نهائية في نهاية العام، لكننا سنسعى إلى تكوين نواة لها، لنصل إلى انتخابات عامة يسلم فيها الشعب أمانته، وينتخب ممثليه سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية”.
من جهته،دعا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، حكومة الوحدة الوطنية الجديدة إلى العمل على “إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا والعمل على التحضير للانتخابات المقبلة”.
وشدد عقيلة، في كلمته خلال جلسة أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية،على ضرورة “تجاوز الماضي وطي صفحات الصراع، والتطلع الى المستقبل وبناء دولة بعملية انتخابية وإطلاق مصالحة وطنية شاملة كأساس لبناء الوطن واستقراره”.
وأضاف: “إن ما تحقق اليوم جاء بعد سنوات طويلة من الانقسام الذي أثقل الوطن وبعد شهور طويلة من الحوار والتشاور، إلى أن وصلنا الى هذه اللحظة التي نعلن بها عن بداية حكومة واحدة توحد الليبيين وتقوم على خدمتهم ورعايتهم”.