نيروبي: كينيا: أميرة زغدود 10-03-2021
وجّهت الولايات المتحدة الأمريكية دعوات الى كينيا للعب دور قيادي لإنهاء الفظائع التي يتردّد أنها وقعت في إقليم تيغراي الإثيوبي، وتقدّمت باقتراح لإجراء تحقيق مستقّل حول مايتردّد عن حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
جاء ذلك، خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين مع وزيرة الشؤون الخارجية الكينية راشيل أومامو، وشدّد الوزير الأمريكي على ضرورة إستفادة نيروبي من رئاسة مجلس السلم و الأمن بالاتحاد الإفريقي، لإنهاء الأزمة بإقليم تيغراي التي شهدت ارتكاب مذابح انسانية حسب ما أوردته المصادر الإعلامية المحلية .
وتحدّث الوزير الأمريكي عن الدور المفيد الذي من الممكن أن تلعبه نيروبي،عن طريق استغلال نفوذها الإقليمي لمعالجة الوضع الإنساني المتأزم في اقليم تيغراي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنّ الوزير بلينكين تحدث عن رغبته في التعاون الوثيق مع كينيا في مجلس الأمن بشأن القضايا الدولية.
وتابع، أن الوزير الأمريكي حثّ القيادات الكينية على التعاون مع الولايات المتحدة في مجلس الأمن والمجالس الأخرى لمعالجة الأزمة بأراضي تيغراي.
وتعود جذور العلاقات الأمريكية – الكينية منذ انتهاء الحرب العالمية الباردة، في اطار دعمها للتطور الديمقراطي في كينيا، ونظرا لجملة اعتبارات أهمها الموقع الاستراتيجي الذي تتميز به كينيا الواقعة بالشرق الافريقي فهي صاحبة الموقع الجغرافي المتميز من ناحية ضمن دول القرن الافريقي و من ناحية اخرى تقع ضمن منطقة شرق آسيا، وتمثّل عمود القارة الافريقية ذات الأهمية الاستراتيجية، ودائما ارتبط الدعم الأمريكي بالإطار الإقليمي و القاري لكينيا.
وعقدت الولايات المتحدة الأمريكية عدّة اتفاقيات عسكرية واستخباراتية مع كينيا، منها إقامة قواعد عسكرية في مومباسا، ومن ضمن الاتفاقيات المبرمة اتفاق العام 1989 حول منح القوات الأمريكية تسهيلات في استعمال ميناء مومباسا في كينيا.
وتعزّز الحضور الأمريكي بالقارة الافريقية في عدّة مناسبات، أهمها اليوم قوة الافريكوم التي توجد بالقارة السمراء تحت عنوان الحرب ضدّ الارهاب ، وتفاديا لخطر الجماعات الارهابية والتصدي لتمددهابالدول الافريقية .
المتعارف عليه عبر التاريخ التوافق الكبير بين كينيا و الولايات المتحدة الأمريكية.
ويشارإلى واشنطن داعمة قويةلا يتوانى عن تقديم المساعدات من أهمها الدعم العسكري لكينيا، ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد الذي دفع بالأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش بتوجيه الدعوة للحليف الكيني للتدخل في الحرب الدائرة باقليم التيغراي الاثيوبي.
وبالعودة لحيثيات الصراع بإثيوبيا، فقد بدأ تصاعد الوضع باقليم تيغراي بعد أمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد و إعلان الحكومة الفدرالية الإثيوبية، في الرابع من نوفمبر عام 2020، الحربَ على إقليم تيغراي في شمال البلاد.
وتعود أطوار الحرب الدائرة بالإقليم على خلفية اقصاء آبي أحمد لزعماء الإقليم سياسيا منذ تقلده منصب رئيس الوزراء وسعيه لتقليص وجودهم في الحياة السياسية بعد احتكارهم للسلطة لما يقارب 27 عاما.