الأثنين. ديسمبر 23rd, 2024

بانغي-إفريقيا الوسطى-05 مارس 2021


يبدو أن المواجهة أضحت صعبة وعنيفة بين متمردي تحالف الوطنيين من أجل التغيير وبين جنود القوات المسلحة بجمهورية إفريقيا الوسطى، الذين تدعمهم قوات رواندية وبعض الروس في قرية بابازا، الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا من بربيراتي حيث أصبح معظم السكان لاجئين في الأدغال ، في ظلّ استمرار القتال.

ومنذ يوم الأحد ، 7 فبراير الماضي ، عرقل المتمردون حركة البضائع والأشخاص بين بربيراتي – كينزو، على خلفية أن بربيراتي هي التي تزود بانغي.

والمعهود إن عادة ما تُعلن نتائج الاستحقاقات الانتخابية بأي مكان في أجواء احتفالية، ولكن في بعض الحالات الاستثنائية، ينتظر الجميع نتائج الانتخابات بينما تُقرع طبول الحرب، و هذا ينطبق تماما على جمهورية أفريقيا الوسطى، وهو بلد غير ساحلي يبلغ عدد سكانه بالكاد خمسة ملايين شخص، غير أنه لا يزال يعاني من تداعيات إرث طويل من الاستعمار والتدخلات الخارجية والاقتتال الأهلي، إرث لا يتلاءم أبدا مع ما يبدو من وزنه الإستراتيجي والديموغرافي بوصفه بلدا صغيرا منعزلا في وسط القارة السمراء.

وكانت الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أفريقيا الوسطى قد جرت في 27 ديسمبر الماضي للعام 2020، وسط أولية تُفيد باقتراب الرئيس فوستين أرشانغ تواديرا، الذي تسيطر حكومته بالكاد على ثلث مساحة البلاد، من الفوز بولاية رئاسية ثانية، خاصة وقد أعلنت نتائج مبدئية فوزه بـ 53% من الأصوات، في اقتراع أُجرِيَ وسط مقاطعة وحصار عسكري فرضته الميليشيات والفصائل المعارضة للحكومة على العاصمة بانغي.

وفي غضون الصراع الذي تعيشه افريقيا الوسطى نزح ما يقدر بنحو 240 ألف نازح منذ منتصف ديسمبر، وفقًا لعمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، عندما شن المتمردون الذين يطلقون على أنفسهم اسم تحالف الوطنيين من أجل التغيير الهجمات، أولاً لتعطيل انتخابات 27 ديسمبر ثم زعزعة الاستقرار الجديد- حكومة منتخبة للرئيس فوستين أرشانج تواديرا، مما تسبب في أزمة إنسانية في الدولة غير المستقرة.

وسيطر المتمردون على ما يقرب من ثلثي البلاد، مما يجعل من الصعب إيصال المساعدات الإنسانية. وتوقف تسليم المساعدات لمدة شهر تقريبا في بعض المناطق.