الثلاثاء. نوفمبر 19th, 2024

الكونغو الديمقراطية19-2-2021


لا تزال معاناة أكثر من ثلاثة ملايين طفل نازح في جمهورية الكونغو الديمقراطية معرّضة للخطر، مع تواصل سياسة التجاهل وعدم اللاّمبالاة من المنظمات الإنسانية والدول الفاعلة .

وقال تقرير لمنظمة لليونيسف إنّ سلسلة من الهجمات المروعة شنها مقاتلون باستخدام المناجل والأسلحة الثقيلة أجبرت مجتمعات بأسرها على الفرار بأقل المقتنيات شرق الكونغو.

وأفاد التقرير بأن أطفال قتلوا بطرق بشعة، كما نُهبت المراكز الصحية والمدارس وأُحرقت القرى.

ودعا تقرير اليونيسف إلى إنهاء الصراع الذي أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وكانت بيانات الأمم المتحدة قد أظهرت أن عدد النازحين داخليا في جمهورية الكونغو الديمقراطية يبلغ 5.2 مليون شخص وهو عدد يفوق أي دولة أخرى بالعالم عدا سوريا، وقد شُرد نصف أولئك النازحين خلال الاثني عشر شهرا الماضية.

وتحدثت وسائل إعلامية ان الأسر النازحة تعيش في تجمعات مكتظة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة كالمياه والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الضرورية، فيما يقيم آخرون مع المجتمعات المحلية الفقيرة.

ومن جانب آخر يعاني أكثر من ثمانية ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في مقاطعات إيتوري وكيفو الشمالية وكيفو الجنوبية وتانغانيكا.

وصرّح أدوارد بيغبيدر ممثل اليونيسف في الكونغو الديمقراطية، إن الأطفال النازحين لا يعرفون سوى الخوف والفقر والعنف، ولا يستطيع جيل بعد الآخر التفكير إلا في البقاء على قيد الحياة،متابعا،” “ورغم ذلك يبدو العالم غير مبال بشكل متزايد بشأن مصيرهم. نحن بحاجة إلى الموارد لنواصل مساعدة أولئك الأطفال ليكون مستقبلهم أفضل”.

ونقل التقرير شهادات أطفال تم تجنيدهم من مقاتلي الميليشيات أو من تعرضوا للاعتداء الجنسي، ومن عانوا من انتهاكات جسيمة.

وذكرت اليونيسف، في بيان صحفي، أن التضامن مع جمهورية الكونغو الديمقراطية يتضاءل، إذ لم يتلق النداء الإنساني الذي أطلقته المنظمة لمساعدة البلاد خلال العام الحالي سوى 11% فقط من حجم التمويل الإجمالي البالغ 384.4 مليون دولار.

وسبّب العنف المستمر والنزاع المسلح في جمهورية الكونغو معاناة إنسانية للعديد من الأشخاص في أماكن متعددة من البلاد.

ويشار إلى ان العقود السابقة بالكونغو عرفت  عدم الاستقرار والنزاع المسلح والعنف ما أدى الى تسجيل  انتهاكات كثيرة لحقوق الملايين من الأشخاص في القانون الدولي الإنساني.

ويتعرض سكان هذا البلد لظروف يصعب العيش أو التأقلم معها، كالنزوح والتشتت عن أفراد العائلة، بالإضافة إلى التعرض الدائم لمخاطر الموت أو الإصابة.

وتعتبر الكونغو من أغنى البلاد من خلال رصيدها بالثروات المعدنية، إضافة إلى أنها ثاني أكبر دولة في أفريقيا، وعلى الرغم من ذلك، فهي من أكثر البلاد فقرًا في العالم، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى النزاعات التي مزقت البلاد وأنهكتها خلال الأعوام العشرين الماضية.