تونس- 18-2-2021
في 17 من شهر فبراير عام 1989، بزغ أمل جديد في منطقة المغرب العربي بالإعلان في مدينة مراكش،عن قيام اتحاد المغرب العربي، بين المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، تجسيدا لحلم طالما راود جيل حركات التحرّر الوطني في سبيل الوحدة والتّكامل والاندماج، انسجاما مع عمق ومتانة الرّوابط الأخوية بين شعوب المنطقة، وقد تجلى ذلك منذ بدايات النضال ضد الإستعمار ثم في مؤتمر الأحزاب المغاربية عقد في مدينة طنجة المغربية عام 1958.
وقد شكل قيام اتحاد المغرب العربي فرصة تاريخية من أجل تحقيق تعاضد والتقاء آمال شعوب المنطقة في
تعزيز أسس الاندماج الاقتصادي والتعاون العسكري والتنمية المشتركة. وقد تبنى الإتحاد خطة خمسية تحتوي على عدة أهداف كان من بينها الوصول في مرحلة متقدمة إلى تطبيق اتفاقية الإعفاء الضريبي سنة 1995 وخلق سوق مغاربية مشتركة سنة 2000 .
لكن سرعان ما برزت إلى السطح من جديد الخلافات الحادة بين المغرب والجزائر حول مشكلة الصحراء الغربية والتي شكلت العنصر الرئيسي في جمود استمر منذ أواسط تسعينات القرن الماضي إلى اليوم، ما جعل الحلم يتبدد شيئا فشيئا مع مرور الأيام،في وقت تنشط تكتلات إقليمية أخرى في القارة وتتطور،وفي عصر التكتلات الدولية العملاقة التي لم تعد ترحم الكيانات الضعيفة.
لم يستطع الحكام وكذلك القوى الحزبية أن تلتقط هذه الفرصة التاريخية فضاعت من بين أيدي الجميع،وادى تجميد التعاون المغاربي المشترك في مختلف القطاعات المنتجة إلى خسارة ما يزيد عن 7.5 بليون دولار سنويا.
لكن الحلم والإرادة لدى الشعوب التي امتزجت دماء أبنائها في معارك النضال المشترك ضد الإستعمار، والتي تمتزح فيها عوامل الديمغرافيا والثقافة والمصالح،يبقيان أقوى من أهواء النظام الإقليمي الرسمي وحساباته الضيقة.