منال بن عمار :باحثة في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية وطالبة بماجستير بحث قانون وسياسات الاتحاد الافريقي
نشأت فكرة اتحاد المغرب العربي قبل الاستقلال وتبلورت في المؤتمر الأول للأطراف المغاربية، الذي عُقد في طنجة في عام 1958، والذي ضمّ ممثلين عن حزب الاستقلال المغربي والحزب الدستوري التونسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية.
وتأسّس اتحاد المغرب العربي بعد اتخاذ قرار رؤساء دول المغرب العربي الخمسة (تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا) وإتفاقهم على تسمية إتحاد المغرب العربي الذي أنشئ بموجب معاهدة مراكش، (في المغرب) الّموقع في 1 فبراير 1989 بعد الاجتماع التحضيري الذي عقد في زيرالدا في 10 حزيران/يونيو عام.1988
وبعد الاستقلال، كانت هناك محاولات لتعزيز التعاون والتكامل بين بلدان المغرب العربي، مثل إنشاء اللجنة الاستشارية للمغرب العربي في عام 1964 لتنشيط الروابط الاقتصادية بين بلدان المغرب العربي، واتفاق جربة الذي تم بين ليبيا وتونس في عام 1974، معاهدة مستغانم بين ليبيا والجزائر، ومعاهدة الأخوة والاتفاق بين الجزائر وتونس وموريتانيا في عام 1983.
ويتكون الاتحاد من مؤسسات مختلفة وهي الأمانة العامة، والمجلس الاستشاري، والهيئة القضائية (تسمى أيضا محكمة المغرب العربي)، ومصرف الاستثمار والتجارة الخارجية في المغرب العربي، وأكاديمية المغرب العربي، وجامعة المغرب العربي.
دافع انشاء اتحاد المغرب العربي
ان الهدف الرئيسي لهذا الاتحاد هو تقوية التعاون بين البلدان الأعضاء الخمسة اقتصاديا وسياسيا لتحقيق التنمية بينهم.
وعلى هذا الأساس يتّعين علينا أن نطرح السؤال التالي: كيف يمكن ان يؤدي اتحاد المغرب العربي إلى تحقيق سياسة مغاربية مشتركة حقيقية ؟
اتحاد المغرب العربي منظمة إقليمية طموحة
على الصعيد الدولي ، يهدف الاتحاد إلى تحقيق الوئام بين الدول الأعضاء وإقامة تعاون دبلوماسي وثيق يقوم على الحوار.
فيما يتعلق بالدفاع ، يهدف الاتحاد إلى صون استقلال كل دولة عضو.
أمّا على الصعيد الاقتصادي ، يهدف الاتحاد إلى تحقيق التنمية الصناعية والزراعية والتجارية والاجتماعية للدول الأعضاء وجمع الوسائل اللازمة لهذا الغرض.
وعلى الصعيد الثقافي ، يهدف الاتحاد إلى إقامة تعاون يهدف إلى تطوير التعليم على مختلف المستويات ، والحفاظ على القيم المستوحاة من الإسلام ، والحفاظ على الهوية العربية من خلال توفير الوسائل اللازمة ولا سيما لتبادل المعلمين والطلاب وإنشاء المؤسسات الأكاديمية والثقافية فضلا عن معاهد البحوث في المغرب العربي.
كما تتمثل أهداف اتّحاد المغرب العربي في تعزيز أواصر الأخوة بين الدول الأعضاء وشعوبها، وتحقيق تقدم وازدهار المجتمعات التي تتألف منها والدفاع عن حقوقها، والمساهمة في صون السلام على أساس العدالة والإنصاف، واتباع سياسة مشتركة في مختلف الميادين، والعمل تدريجيا من أجل حرية تنقل الأشخاص والخدمات والسلع ورأس المال.
العقبات التي تعترض تنفيذ هذا التكامل بين دول أعضاء اتحاد المغرب العربي
إن اتحاد المغرب العربي هو نتاج حلّ وسط هش.
يعتبر مجلس الرئاسة هو الهيئة الوحيدة لصنع القرار داخل اتحاد المغرب العربي، الذي يعقد على أساس قاعدة الإجماع، بحيث يتم التخلي عن تطوير الاتحاد لغياب حسن نية قادته ولا يُعترف باختصاص خارجي، ولا يمكن للاتحاد ككيان أن يبرم اتفاقات وليس لدى الاتحاد وسائل قانونية لإبرام اتفاقات مع الشركاء ذات القيمة.
لم يرغب مؤسّسو الاتحاد في إنشاء مؤسسات تخاطر بالهروب من سيطرتهم وفضلوا الاحتفاظ بسلطتهم في تنظيم الصراعات والمضي قدما بخطوات صغيرة بإنشاء هيئات يمكن توسيع سلطاتها المخفضة شيئا فشيئا.
ان دور الرأي العام لا يمكنه أن يؤدي دوره كقوة مضادة نظرا لتقلصه إلا بعد إنشاء هياكل ديمقراطية في جميع بلدان المغرب تعكس التعبير المؤسسي عن إرادة الشعوب.