الأثنين. سبتمبر 16th, 2024

الخرطوم:أميرة زغدود 15-02-2021

دعت الخرطوم أديس أبابا إلى إنهاء تعديها على الأراضي السودانية فورا واتباع سياسة الحوار تجنبا لتأزم الوضع.
وأكدت وزارة الخارجية السودانية، الأحد، أن “هجوم إثيوبيا على الأراضي السودانية هو تصعيد مؤسف وعدواني للغاية وغير مقبول وسيكون له آثار خطيرة على أمن المنطقة و استقرارها”. 

واستنكر السودان ما سمتّه بالعدوان، الذي قامت به إثيوبيا لنشر قواتها المسلحة في الأراضي السودانية، وأدانت هذا الإنتهاك على سيادة السودان وسلامته الإقليمية، وحمّلت إثيوبيا المسؤولية الكاملة عن تبعات الموقف.

ودعت الخرطوم أديس أبابا إلى التراجع الفوري عن دخولها لأراضيها واعتماد الحوار وضرورة العمل على استكمال إعادة تحديد الحدود المتفق عليها.


استكمال ترسيم الحدود


بدوره، قال العميد شمس الدين كبّاشي عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الخميس، إنّ بلاده لن تتحدث مع إثيوبيا بشأن ترسيم الحدود لكنها ستعيد العلامات ، منوّها لاستعادة السودان لجزء كبير من أراضي بلده من إثيوبيا.
وقال: “نتمنى أن يخلي الإخوة الإثيوبيون هذه المنطقة بكل مصانعها، فتحن لا نريد أن نستولي على أي شيء منهم و انما استرددنا ما هو تابع للسودان، رغم إدّعاءإثيوبيا ملكيتها”.

وأكد الكبّاشي أن السودان لا يرفض الوساطة مع إثيوبيا إلا بشرط وضع العلامات الحدودية المرسومة سلفا.
ويشارإلى إن الحدود بين البلدين شهدت اشتباكات دامية الشهر الماضي، ما دفع السلطات السودانية إلى تكثيف تعزيزاتها العسكرية على الخط الحدودي.

واكدّت إثيوبيا من جانبها بأنها لن تجري محادثات حدودية مع السودان حتى تنسحب قوات الخرطوم من الأراضي المتنازع عليها، مما قد يعقد الجهود لتحييد الصراع الذي أدى إلى الاشتباكات العسكرية.

وتصاعدت التوترات بين البلدين الواقعين في القرن الإفريقي حول منطقة الفشقة ، التي تبلغ مساحتها نحو 250 كيلومترًا مربعًا، والتي يقول السودان أن المزارعين الإثيوبيين يستغلون أراضيها الخصبة.

واتهمت السلطات السودانية، منذ مطلع ديسمبر الماضي، القوات والمليشيات الإثيوبية بنصب كمين للقوات السودانية على طول الحدود، فيما اتهمت إثيوبيا السودان بقتل عدد من المدنيين في هجمات باستخدام الرشاشات الثقيلة.

وجاء الخلاف الحدودي في وقت حساس للعلاقات بين البلدين، خاصة ضمن المساعي الثلاثية التي تشمل مصر أيضًا، للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي الضخم على النيل الأزرق.

ويشار إلى أنه في عام 1902 كان هناك اتفاق لترسيم الحدود بين بريطانيا العظمى، القوة الاستعمارية في السودان في ذلك الوقت وإثيوبيا، لكن الترسيم لا يزال يفتقر إلى خطوط واضحة، مما أدى إلى تجدد الخلافات بين الحين والآخر.


تمسك الجيش السوداني باستعادة الأرض


وبدأ الجيش السوداني، في 9 نوفمبر الماضي،في الانتشار على مناطق الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى، واستردّ 90٪ من المساحات الزراعية التي كانت تحت سيطرة القوات والميليشيات الإثيوبية منذ 26 عامًا.

في 10 فبراير، استعاد السودان 50 ألف فدان من الأراضي في الفشقة الكبرى بعد اشتباك عنيف بين الجانبين، حيث طرد الجيش السوداني القوات الإثيوبية والمليشيات من مستوطنة برخت الواقعة في الأراضي السودانية بعمق 5 كم من الحدود المشتركة.

وتعتبر مستوطنة برخت الهدف الرئيسي لإعلان الجيش السوداني تحرير الفشقة الكبرى، لأنها تضم أكثر من 10 آلاف مدني وقوات ومليشيات إثيوبية وهي من أهم مراكز الدعم والصيانة لـلجيش الإثيوبي الذي يستمد من خلالها المؤن والمركبات والمساعدات الأخرى.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن جنوب السودان عن عقد قمة وشيكة بين رئيس المجلس السيادي السوداني، عبد الفتاح البرهان، ورئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، لبحث قضية الحدود.

وقال عضو مجلس السيادة السوداني الفريق شمس الدين الكباشي، الجمعة، إن ما ينقص إثيوبيا هو الشجاعة لإعلان الحرب في ظل تزايد الهجمات وحشد قواتها على الحدود.