مصر- أميرة زغدود- 15-02-2021
أعلنت أكدت جمهورية مصر العربية عن فشل المفاوضات بينها وبين السودان وإثيوبيا ، فيما تواصل الأخيرة إستكمال المرحلة الثانية من مشروع ملء سد النهضة .
وأفاد وزير الخارجية المصري سامح شكري، بأن “مفاوضات سد النهضة أخفقت ولم تأت بالنتائج المرجوة”.
وشدّد سامح شكري على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني يراعي مصالح الدول الثلاث، قبل تنفيذ المرحلة الثانية من الملء من خلال إطلاق مسار مفاوضات جادة.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد نشرت بيانا أكدّت فيه أن المحادثات لم تثمر عن نتائج ملموسة ولم تأت بالنتائج المنتظرة، لافتة إلى أن مصر تتطلّع لاستئناف المفاوضات في ظل رئاسة رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية للاتحاد الأفريقي.
من جانبها ترفض إثيوبيا حصرها في نص ملزم، رغم أنها أرسلت في الأشهر الأخيرة رسائل مزدوجة.
وتعرقلت المفاوضات بين الدول الثلاث خلال الفترة الأخيرة، ما دفع السودان إلى طلب تدخل الأمم المتحدة، فيما شدّد الاتحاد الأوروبي على ضرورة تحقيق اتفاق ثلاثي بما يضمن حقوقها..
وجددت إثيوبيا عزمها على الاستمرار في خطتها لملء السد ، على الرغم من المعارضة المصرية -السودانية ، والوساطة الأفريقية -الأوروبية في هذه القضية الشائكة.
وكان وزير الخارجية الاثيوبي جو أندراغاتشاو، قد أعلن منذ أسبوع ، أن العمل جار لبناء السد كما هو مخطط له، مضيفًا: “لا بديل عن ملء خزان السد في يوليو المقبل”.
من جهتها، تعتقد إثيوبيا أن الطاقة الكهرومائية التي سيولدها السد ضرورية لتلبية احتياجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 مليون نسمة، وتصرّ على أن إمدادات المياه في دول المصب لن تتضرر، بينما ترى مصر في السدّ تهديدا وجوديا لها، فهي تعتمد على النيل في توفير 97٪ من احتياجاتها المائية.
ويشار إلى أنه منذ العام 2011، أحدث مشروع سد النهضة توتراً في منطقة القرن الإفريقي، في حين لم تثمر المفاوضات بين الدول الثلاث اتّفاقاً حول مسار تعبئتهو خطة تشغيله الى اليوم.
بينما يأمل السودان أن يساهم السد الجديد في الحد من الفيضانات التي تشهدها البلاد سنويًا، لكنه من ناحية أخرى يخشى من أن عدم التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن تشغيله سيؤثر سلباً على السدود، خاصة سدّي الرصيرص ومروي.
وقدأعلنت أديس أبابا في يوليو الماضي، نجاح المرحلة الأولى لملء السدّ، وأكدت مؤخرا أنها ستواصل مشروعها في الشتاء المقبل دون انتظار اتفاق مع الخرطوم والقاهرة بشأن هذه القضية الخلافية التي تعارضها مصر والسودان .
بدوره، حذّر وزير الري السوداني ياسر عباس من أنه “إذا تمّ الملء الثاني لسدّ النهضة في يوليو المقبل، فسيعتبر ذلك تهديدا مباشرا لأمن السودان القومي”.
وسدّ النهضة هو مشروع إثيوبي تحت الإنشاء منذ العام 2011،و يقع السدّ في منطقة بني شنقول الإثيوبية على بعد 15 كم شرقًا من الحدود الإثيوبية السودانية.
وشهدت هذه المنطقة اشتباكات عسكرية دامية بين الجيشين السوداني و الاثيوبي في الفترة الأخيرة وسط مناوشات ومواجهات ، أسفرت عن استرداد السودان لمنطقة الفشقة الحدودية، وارتأت السودان اعتماد الصراع الحدودي كبطاقة ضغط على نظيرتها اثيوبيا لعدم استكمال المرحلة الثانية لملء السدّ .
ويتواصل السيناريو بين أخذ وردّ دون التوصل لاتفاق يرضي اثيوبيا كواحدة من دول المنبع لنهر النيل و كل من مضر و السودان لاعتبارهما من دول المصب اللتان تخشيا تأثر نصيبهما من منسوب نهر النيل.