السبت. ديسمبر 28th, 2024

واشنطن-الولايات المتحدة-11-02-2021


أبدت لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية مخاوفها من أعمال عنف محتملة في الصومال وذلك بعد فشل القيادة الصومالية في الإتفاق على إجراء الإنتخابات الفيدرالية في موعدها المحدد.

وأشار رئيس اللجنة السناتور بوب مينينديز، في بيان، إلي أن الصومال يحدق به صراع محتمل في حال استمرار المأزق السياسي الناجم عن الخلافات الإنتخابية.

وذكر مينينديز أنه منزعج من الأزمة الإنتخابية المتصاعدة في البلاد والخطر الحقيقي لإراقة الدماء نتيجة الجمود الإنتخابي والمأزق السياسي الحالي.

وأضاف السناتور الأمريكي أن فشل الرئيس محمد فرماجو والمعارضة في التوصل إلى اتفاق يهدد المكاسب السياسية والإقتصادية التي حققها الشعب الصومالي بشق الأنفس على مدار العقد الماضي الأمر الذي من شأنه أن يعرض استقرار البلاد لمخاطر حقيقية.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، قد صرح للصحفيين، الثلاثاء الماضي،بأن استمرار الجمود يعيق الحرب علي الإرهاب وأن استمرار التأخير لن يؤدي إلا إلى زيادة خطر عدم الإستقرار، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تقبل بأي عملية انتخابية موازية أو بديلة بما في ذلك ترتيبات الحكم المؤقت.

من جهته، أعرب مجلس اتحاد المرشحين الرئاسيين الصوماليين،في بيان أمس الأربعاء، عن قلقه من عدم اليقين في مرحلة الإنتقال السياسي الذي تشهده البلاد مع انتهاء ولاية مؤسسات الدولة وغياب اتفاق سياسي بين الأطراف المعنية بالإنتخابات.

ودعا الإتحاد إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة تنفيذ الإتفاقية بشأن الإنتخابات المبرمة في 17 سبتمبر 2020، مشيرا إلى ترحيبه بدعوة ولايتي بونتلاند وجوبالاند ورئيس مجلس الشيوخ إلى عقد المؤتمر التشاوري في مقديشو وتوسعيه ومشاركة المجتمع الدولي فيه كمراقب.

وأكد البيان أن محمد عبد الله فرماجو انتهت ولايته وأنه يحق له المشاركة في المؤتمر كمرشح من المرشحين الرئاسيين إذا لم يتنازل عن الترشح. 

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أصدر أوامره بانسحاب قوات بلاده من الصومال، وجاء ذلك تزامنا مع وقت يتهيأ فيه الصومال للانتخابات والبرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها قريبا.

وتتمركز القوت الأمريكية -التي يقدر عددها بـ700 جندي- في الصومال منذ 2013، وبشكل أساسي في قاعدة حلني في المطار الدولي بمقديشو، وقاعدة بليدوجلي الجوية على بعد 100 كلم غرب مقديشو، وفي مدينة كيسمايو الساحلية على بعد 500 كلم جنوب مقديشو، ولها وجود محدود في مدينة بوصاصو بشمال شرقي الصومال، ومدينة جالكعيو وسط الصومال.
وتقوم مهمة القوات الرئيسية على دعم الجيش الصومالي في حربه ضد حركة الشباب المجاهدين، وذلك من خلال تدريب قوات الكوماندوز الصومالية، وتنفيذ ضربات جوية تستهدف مواقع حركة الشباب وقادتها. 

يواجه الصومال تحديات أمنية جمة بعد الانسحاب الفعلي الكامل للقوات الأمريكية من البلاد، وهو ما يفرض تحركات مختلفة للتعامل معها.

وتحدثت تقارير عن تزايد الهجمات الارهابية في مقديشو منذ انسحاب القوات الأمريكية عبر السيطرة على عدد من البلدات في جنوبي ووسط البلاد، إلا أن الجيش الصومالي استعاد بعضها.

يبدو أن الحكومة الصومالية منهكة في الشأن السياسي أكثر من الأمني، لذا يصعب على المراقب أن يقرأ ويتتبع السيناريوهات التي أعدتها حكومة مقديشو لمواجهة الفراغ الأمني الذي تركه انسحاب القوات الأمريكية من الصومال. 

ومع اقتراب الانتخابات لم تعلن الحكومة الصومالية اي استراتيجية أمنية للتعامل مع الوضع المتوتّر، لكن ثمة تحركات على الصعيد الأمني يمكن قراءتها في إطار التعامل مع هذا الشأن منها .

ويرى مراقبون ان حلّ أزمة الانتخابات العامة بين الحكومة والولايات الإقليمية والمرشحين الرئاسيين بأسرع وقت ممكن، يساعد في تركيز الجهود على محاربة الإرهاب.