السبت. مايو 18th, 2024

09-02-2021- أميرة زغدود

أضحت ظاهرة الاختطاف إستراتيجية عمل الجماعات الإرهابية المتطرفة في افريقيا ك”بوكو حرام” و”داعش” غرب إفريقيا و”حركة الشباب” بالصومال و”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” كطريقة ابتزاز للحكومات بإعتبارها تجارة مربحة و مصدر دخل مهم لتمويل أعمالهم لإجرامية، وربما بطاقة ضغط للتنازلات السياسية أو أداة للترويج الإعلامي.

فلم تقتصر هذه الظاهرة على المنظمات الإرهابية التي تستغل الإسلام بطريقة معادية، بل أضحت طريقة تستخدمها الجماعات التي تتخفى تحت راية الديانة المسيحية، مثل “أونتي بالاكا” في إفريقيا الوسطى، الذين سبق لهم أن اختطفت قسّا من إفريقيا الوسطى وناشطة فرنسية عن حقوق الإنسان.

وكانت هناك محاولات لإطلاق سراح الرهينتين مقابل فدية، إلا أنه بعد يوم من الإفراج عن الرهينتين، قامت “أونتي بالاكا” باختطاف أحد وزراء حكومة البلاد ، ليعرّي ذلك اتساع ظاهرة الاختطاف التي تحولت إلى تجارة ممتدة من شمال جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى شمال مالي، عبر نيجيريا وأقصى شمال الكاميرون.


دوافع بوكو حرام


ويتحدّث خبراء عن الأسباب التي تدفع هذه الجماعات المتطرفة في إفريقيا إلى شن المزيد من عمليات الخطف واحتجاز الرهائن وأبرزها الدافع المادي..

وتشير الإحصائيات التي نشرتها شركة المخابرات الأمريكية الخاصة “ستراتفور”، إلى ان عائدات إختطاف الرهائن قدّرت ب 50 مليون دولار بحلول عام 2020، وقد تم تسديد حوالي 100 مليون دولار لجماعات مثل “بوكو حرام” في نيجيريا و “تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي” في مالي و”حركة الشباب” في الصومال، كفدية خطف واحتجاز للأجانب والأثرياء المحليين، وكان أبرزها اختطاف رجل أعمال نيجيري على يد جماعة “بوكو حرام” وإطلاق سراحه بعد دفع فدية بمليون دولار.

ويرى الخبراء، أن الخطف هو الجماعات الإرهابية لمقايضة الحكومات والضغط لتحقيق أهداف محددة ، حيث أعلن وزير العدل المالي محمد علي باتيلي سابقا الإفراج عن أربعة سجناء مقابل الإفراج عن الرهينة الفرنسي سيرج لازاريفيك الذي أفرج عنه بعد ثلاث سنوات من اختطافه من قبل القاعدة المتموقعة في شمال البلاد.

و تميل التنظيمات الإرهابية في إفريقيا إلى اللجوء إلى عمليات الخطف لتجنيد عملاء جدد لتعويض النقص في المقاتلين بين صفوفها ، ثم الاعتماد عليهم في عملياتهم الانتحارية، حيث تتصدر نيجيريا قائمة الدول الأكثر تعرضًا لهذه الظاهرة ، تليها مالي والنيجر وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وحسب منظمة العفو الدولية فقد تم اختطاف ما لا يقل عن 2000 امرأة وفتاة من قبل جماعة بوكو حرام في نيجيريا منذ أوائل عام 2014، واضطرت أخريات إلى التدريب القتال وتعلم كيفية تنفيذ العمليات الانتحارية .

ولم تكن نيجيريا الوحيدة التي عانت من عمليات الاختطاف التي قامت بها جماعة بوكو حرام ، بل ان بحيرة تشاد تعيش نفس الأزمة، حيث تقول الإحصاءات أن جماعة بوكو حرام الإرهابية نفذت حوالي 58 عملية اختطاف حتى الآن.

وعلى مدى خمس سنوات ، إعتمد هذا التنظيم التكفيري على العصابات المحلية وجماعات الجريمة المنظمة الدولية ، مثل الجماعات النشطة في جرائم الاتجار بالبشر ، حيث أفاد مسؤولون أن بوكو حرام تقوم بتجنيد 3 عصابات محلية لاختطاف الطلاب في شمال غرب نيجيريا، بعيدًا عن معقل الجماعة المتطرفة.