الأثنين. نوفمبر 25th, 2024

أديس أبابا: إثيوبيا- أميرة زغدود-04-02-2021

عشرات الجولات من المفاوضات والمباحثات خاضتها مصر والسودان مع إثيوبيا من أجل التوصل إلى اتفاق عادل يرضي جميع الأطراف، لكن كان إعلان الفشل والإخفاق هو البيان الختامي لكل الجولات. 

قال وزير المياه والري والطاقة الاثيوبي سيليشي بيكيلي إن أعمال ّ تشييد “سد النهضة” جارية كما هو مخطط لها، وذلك، إثر زيارته لموقع بناء السد لتقييم تقدّم عملية البناء.

وصرّح بيكيلي قائلا، “حالة البناء جارية على قدم وساق”.

وجاءت تصريحات الوزير الإثيوبي، بعد تحذير وزير الري السوداني ياسر عباس، من استمرار ما سماه بـ”الإجراءات الأحادية لملء سد النهضة الإثيوبي للعام الثاني”.

وأفاد عباس بأن استمرار ملء سد النهضة دون توقيع اتفاق ثلاثي أو تبادل معلومات بشأنه سيلحق إضرارا بسلامة تشغيل سد الروصيرص السوداني الذي يطلّ على حافةالنيل الأزرق والقريب من سد النهضة.

وفي وقت سابق، تباحث كل من ياسر عباسو رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالخرطوم روبرت فان دوول، كيفية تواصل المفاوضات بخصوص سد “النهضة” المتعثرة، للتوصل لحلّ سلمي مقبول يرضي الاطراف الثلاثة المتنازعة”القاهرة والخرطوم وأديس أبابا”.

وأفاد البيان الصادرعن وزارة الري السودانية، بأن المباحثات قد تركزت على شرح سير المفاوضات والمقترحات التي تقدمت بها السودان لدفع المحادثات وبإعطاء خبراء الاتحاد الإفريقي دورا أكبرفيها، دون ادراج نتائج المشاورات.

وكانت السلطات السودانية، قد أعلنت في 18 من يناير، عن بحث “خيارات بديلةبسبب” تعثر مفاوضات السدّ، التي تجرى برعاية الاتحاد منذ أشهر، رافضة الملء الثاني للسد دون الوصول لاتفاق.

بدورها ، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيانها الصادرفي 10 يناير الماضي، عن فشل الاجتماع مع إثيوبيا وعن عدم تحقيق أي تقدم حول مجريات استئناف المفاوضات والجوانب الإجرائية ذات الصلة بإدارة العملية التفاوضية.

ومنذ 10 سنوات، تخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة بشأن الاتفاق على قواعد بناء وملء السد، إذ تصر أديس أبابا على استكمال الملء حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم.

فيما تصر مصر والسودان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.

وتستمر عمليات التصعيد والتراشق الإعلامي والاتهامات المتبادلة بين مختلف الأطراف، بد ان توقفت بالكامل منذ أسابيع.

وتشدد مصر والسودان على لن يسمحا بأن تقوم إثيوبيا بعملية الملء الثاني بشكل أحادي، لأن كمية المياه التي يحتاجها الملء الثاني ثلاثة أضعاف الملء الأول وتقدر بـ 15 مليار تقريبا، وسوف تخصم مناصفة من حصة الدولتين، لذا لن يكون بإمكان مصر والسودان خسران تلك الكمية من المياه، وإذا أصرت إثيوبيا على هذا الأمر، في اعتقادي سيكون هناك رد عنيف من القاهرة والخرطوم.

كما حذرت الحكومة السودانية، من الملء الثاني لـ”سد النهضة” الإثيوبي قبل التوصل لاتفاق مع مصر وإثيوبيا.
وأكدت أن “السودان لا يقبل بفرض سياسة الأمر الواقع وتهديد سلامة 20 مليون مواطن سوداني تعتمد حياتهم على النيل الأزرق”، مشددة على “موقف السودان المبدئي المتمثل في ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحفظ ويراعي مصالح الأطراف الثلاثة”.