كوناكري-غينيا-04-02-2021
دعا الرئيس الغيني، ألفا كوندي،أمس الأول الثلاثاء، إلى تشكيل قوة إفريقية، من أجل التدخل في النزاعات، خصوصًا لمحاربة الإرهاب والتطرف، منتقدًا إسناد مهمة الأمن في إفريقيا إلى وحدات غربية، بعد مرور أكثر من 60 عامًا على استقلال بلدان القارة.
وسبق أن طرحت مصر أيضًا في فبراير 2020 مبادرة عقد قمة إفريقية في القاهرة لبحث تشكيل قوة لمواجهة ومكافحة الإرهاب في القارة، وذلك بترتيبات من قبل مجلس السلم والأمن التابع للإتحاد الإفريقي.
وتصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في عديد بلدان القارة على غرار الكونغو والنيجر ومالي وإفريقيا الوسطى ونيجيريا والكاميرون والصومال.
وتكتسي الدعوة إلى تشكيل قوة إفريقية لمواجهة التحديات في القارة على ضوء العديد من المعطيات من بينها الموقف الفرنسي لتخفيف الوجود العسكري في منطقة الساحل، حيث تقود فرنسا قوة “برخان” إلى جانب انسحاب القوات الأمريكية من الصومال.
إلا أن تشكيل قوة إفريقية لمكافحة الإرهاب يواجه في الواقع العديد من التحديات،من بينها ما يتعلق
بمستوى انتشار الظاهرة الإرهابية في معظم أقاليم القارة الخمسة: شرقًا “حركة الشباب” و”داعش” وفي الغرب “بوكو حرام” و”داعش الصحراء”، وفي الشمال “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و”داعش” في ليبيا، وفي منطقتي الوسط والجنوب، يبرز تنظيم “الشباب” الذي ينشط من إقليم كابو ديلغادو في موزمبيق، بالإضافة إلى عدد من التنظيمات الأصولية المسيحية مثل جماعة “أنتي بالاكا” في إفريقيا الوسطى، و”جيش الرب” في أوغندا.
والتحدي الثاني يتمثل في التنافس بين القوى الإقليمية الإفريقية، وتحديدًا بين مصر وإثيوبيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا، حيث إن تشكيل قوة إفريقية سيجعل من قضية قيادتها عقبة، وهناك تحدّ ثالث يبشكل أساتعلق بمسألة التمويل،علما أن بعثات حفظ السلام الإفريقية تعتمد أساسا على التمويل الخارجي.
وحسب بيانات الأمم المتحدة، هناك أكثر من 80 ألفًا من قوات حفظ السلام تشارك حاليًّا في قارة إفريقيا.
وبرغم ذلك، شرع الإتحاد الإفريقي في السنوات الأخيرة في استحداث آليات إفريقية ذاتية لمكافحة الإرهاب وترسيخ السلم والأمن، من بينها “مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام”، و”المركز الإقليمي لمكافحة الإرهاب لدول تجمع الساحل والصحراء”، و”مركز الإتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات”.