الخميس. نوفمبر 14th, 2024

تيغراي-اثيوبيا-3-2-2021


كشفت الأمم المتحدة أن نحو 20 ألف لاجئ أصبحوا في عداد المفقودين بعد تدمير مخيمين للاجئين في منطقة تيغراي الإثيوبية التي تشهد حربا أهلية منذ أشهر.

ويشار إلى إن اللاجئين، قد فرّ معظمهم من إريتريا المجاورة، من ملاجئ هيتساتس وشيميلبا اللتين دمرتا في القتال، الذي اندلع بتيغراي في نوفمبر- الماضي،حيث أظهرت صور للأقمار الصناعية في يناير- تدمير مخيمين للاجئين كانا يأويان آلاف الإريتريين في المنطقة.

ووفق الأمم المتحدة، فقد وصل نحو 3000 شخص إلى مخيم آخر في ماي آيني، والذي تمكنت الأمم المتحدة من معاينته.

وكان دخول القوات الفدرالية الإثيوبية تيغراي جائ كردّ على هجوم وقع في الـ 4 نوفمبر، وأطاحت بحزب حاكم منشق وضع نفسه في مواجهة رئيس الوزراء أبي أحمد منذ توليه السلطة في أبريل 2018.

وعلى الرغم من أن الحكومة أعلنت النصر في الـ 28 نوفمبر، فقد تعهد زعيم المنطقة بمواصلة الصراع الذي أدى إلى نزوح مئات الآلاف ومقتل الآلاف ويهدد بزعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي.

ولا تزال الاتصالات في المنطقة شبه منعدمة بسبب إغلاق الحكومة لشبكات الاتصالات. وقالت وكالات الإغاثة، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها غير قادرة على الوصول إلى المناطق خارج المدن الرئيسية والمناطق الريفية لتقديم المساعدات الإنسانية.

ودعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق في تقارير النهب والعنف الجنسي والاعتداءات في مخيمات اللاجئين حيث حذر الخبراء من أن فرص جمع الأدلة تتلاشى بسرعة.

وتعتبر أحزاب المعارضة أن على المجتمع الدولي ضمان انسحاب فوري للمقاتلين، بينهم جنود من إريتريا المجاورة، يقول مراقبون إنهم يدعمون القوات الإثيوبية.

كما تطالب بإجراء تحقيق مستقل في النزاع، وببدء حوار، وبمزيد من المساعدات الإنسانية وإتاحة وصول وسائل الإعلام إلى الإقليم، من أجل “تغطية ما يحدث”.

ولفتت “أسوشيتد برس” إلى أن شهوداً يتحدثون عن موت مدنيين في كل أنحاء تيغراي، حيث يقيم نحو 6 ملايين فرد، نتيجة هجمات مستهدفة وإطلاق نار وأمراض ونقص في الموارد.

كما أن مسؤولين إداريين جدد، عيّنتهم حكومة آبي أحمد، حذروا من أن سكاناً يموتون جوعاً، إذ لا يزال يتعذر الوصول إلى مناطق شاسعة خارج الطرق الرئيسة والبلدات.

واستضاف إقليم تيغراي 96 ألف لاجئ من إريتريا قبل القتال.

ويعود سبب كل هذا التسلح فيعود إلى إرث من الحرب الحدودية الطويلة التي خاضتها إثيوبيا مع إريتريا، والتي أنهاها توقيع اتفاق سلام بعد وصول آبي إلى السلطة، لكن أديس أبابا لا تزال على خلاف مرير مع جبهة تحرير شعب تيغراي.

وقد شبه خبراء هذا الوضع المخيف في إثيوبيا بين تيغراي والحكومة الاتحادية بالنزاع الداخلي، حيث يكون كل جانب مدججاً بالسلاح ومدرباً تدريباً جيداً.

كما أكد محللون أن قوات جبهة تحرير شعب تيغراي، التي تحكم المنطقة، هي قوات متمرسة على القتال في المعارك، وتمتلك مخازن ضخمة من المعدات العسكرية.

وبحسب المجموعة الدولية للأزمات، يصل عددهم مع حلفاء آخرين في المنطقة إلى 250 ألف مقاتل.
ولعل كل تلك المعطيات دفعت العديد من دول العالم إلى التحذير من حرب ونزاع مدمر، قد يطول.

وتثور مخاوف واسعة النطاق من أن يمتد القتال في تيغراي إلى أجزاء أخرى من ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، وإلى باقي منطقة القرن الإفريقي.