السبت. مايو 18th, 2024

بانغي- ج. افريقيا الوسطى-29-01-2021-أميرة زغدود

حذّر مسؤول أممي من أن أزمة الغذاء على وشك أن تضرب سكان بانغي، عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، بعد أن منع أفراد مسلحون شاحنات تحمل مواد غذائية من دخول المنطقة.

وأفاد المتحدث الرسمي باسم بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، فلاديمير مونتريو، بأن هناك قرابة 500 مركبة وشاحنات مساعدات إنسانية تنقل المواد الغذائية لسكان العاصمة، كانت موجودة بالمعبر الحدودي مع الكاميرون.

وأضاف أنه لن يتم إيصال المواد الغذائية، والأدوية والمساعدات الإنسانية الأخرى إلى السكان والمستشفيات بسبب الاعتداءات المتكررة لمجموعات مسلحة على القوافل التجارية.

من جهته، قال اللواء في “المينوسكا”، عبد العزيز فال، إن هذه الجماعات قد سيطرت على الطرق المؤدية إلى العاصمة بانغي.

ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأسبوع الماضي، يحتاج ما يقرب من 3 ملايين شخص في جمهورية إفريقيا الوسطى إلى مساعدات إنسانية.

ومنذ اندلاع النزاع في البلاد قبل 8 سنوات، تمّ الاعلان عن تدشين تحالف أطلق عليه اسم “تحالف الوطنيين من أجل التغيير”، يضمّ أقوى ست مجموعات مسلحة تسيطر على ثلثي جمهورية إفريقيا الوسطى.

وتعاني أفريقيا الوسطى من صراعات مسلحة ، لكن محاولات التوصل إلى سلام دائم فشلت مرارًا وتكرارًا، حيث تسيطر الجماعات المسلحة على معظم البلاد..

وحسب بيان حكومي، فإن الجيش قدشنّ بالاشتراك، مع قوات حليفتها رواندا، هجوما على قرية بويالي، التي تبعد 90 كيلومترا من العاصمة، وأسفر عن “44 قتيلا بينهم مرتزقة من تشاد والسودان و من إثنية الفولاني”، دون أن تسجيل إصابات في صفوف القوات الحكومية..

وصرح المتحدث باسم حكومة أفريقيا الوسطى، انجي ماكسيم كازا غوي، أن “القوات الحكومية عادت لشن هجمات”، مضيفا أن “الجيش سيطر على قرية بودا على بعد 124 كيلومترا من بانغي”.

وفي 19 ديسمبر أعلنت القوات الحكومية شن هجوم على بانغي يهدف إلى منع إعادة انتخاب الرئيس فوستين أرشانج تواديرا لولاية رئاسية جديدة.

لكن العاصمة كانت محمية بـ12 ألفا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “مينوسكا”، إضافة إلى جيش البلاد وقوات الدعم الرواندية.

الاتفاق مع الحركات المسلحة بموجب اتفاق الخرطوم لعام 2019

ويذكر أن الحكومة في افريقيا الوسطى توصلت إلى اتفاق سلام بعد نحو أسبوع من المحادثات التي استضافتها العاصمة السودانية الخرطوم، مع المجموعات المسلحة.

وأكد مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي في تغريدة التوصل الى الاتفاق بين “الحكومة والمجموعات المسلحة ال14” الممثلة في مفاوضات الخرطوم.

لكنه أضاف “نحن نقوم بوضع اللمسات الأخيرة على مسودة الاتفاق التي وافقت الاطراف على كل بنودها تقريبا”.
من جانبه، رحب أبو بكر الصديق الناطق باسم “الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى” وهي إحدى الجماعات المسلحة المشاركة في المفاوضات، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه خاصة فيما يتعلق “بالاتفاق حول نقاط الخلاف الرئيسية المتعلقة بالعفو العام وتشكيل حكومة شاملة”.

وكانت محادثات سلام بين السلطات في بانغي والمجموعات المسلّحة الـ14 التي تنشط في أفريقيا الوسطى قد بدأت في 24 يناير الماضي في العاصمة السودانية الخرطوم، بحسب ما أعلنت بعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى
وهذا الحوار الذي يعده الاتحاد الأفريقي منذ يوليو 2017 ويلقى دعم الشركاء الرئيسيين في بانغي، يجمع حول طاولة المفاوضات أبرز قادة المجموعات المسلحة إضافة إلى وفد حكومي رفيع المستوى.

وتمّ في جمهورية إفريقيا الوسطىتوقيع ما لا يقل عن سبعة اتفاقات سلام في خمس سنوات،لكن البلاد لاتزال غارقة في الحروب الأهلية منذ 2013، بدون تحقيق تقدّملاستعادة الاستقرار.