الجمعة. مايو 3rd, 2024

الخرطوم-السودان-25-01-2021


قصفت المدفعية الإثيوبية،أمس الأحد، منطقة جبل أبو طيور السودانية المتاخمة للحدود الإثيوبية.

وذكرت الأنباء، أن الجيش السوداني رد بقوة على القصف المدفعي الإثيوبي، مستخدما المدفعية الثقيلة التي طالت مناطق عديدة داخل الحدود الإثيوبية. 

وقال مصدر عسكري سوداني لقناة “العربية” إن “رد المدفعية السودانية أوقف القصف الإثيوبي المعتدي.. نحتفظ بحقنا في الرد على القصف الإثيوبي في الوقت والمكان المناسبين”.

وأكد المصدر العسكري عدم وقوع خسائر أو إصابات في القصف المتبادل مع القوات الإثيوبية.

وتشهد العلاقات السودانية الإثيوبية توترا متصاعدا منذ أسابيع على خلفية هجمات مسلحة على حدود البلدين تقول الخرطوم إنها “نُفذت من قبل ميليشيات إثيوبية مسنودة بقوات رسمية على أراض سودانية”.

وكان الجيش السوداني قد بدأ، قبل أسابيع، عمليات لطرد مسلحين غير سودانيين من أراضي منطقتي الفشقة الكبرى، والفشقة الصغرى سيطرت عليها ميليشيات إثيوبية مدعومة من أديس أبابا، طوال العقود الماضية.

ويشار إلى ان ‏وزير خارجية إثيوبيا، قال قبل وقت سابق إن النزاع الحدودي مع السودان تفاقم، لافتا إلى المساعي الحثيثة على حله سلميا.

وكان عضو مجلس السيادة السودانى محمد الفكى سليمان،قد قال “إنه تم زيادة عدد القوات فى دارفور لحماية المدنيين، ولو أردنا الحرب مع إثيوبيا لدخلنا الفشقة منذ اليوم الأول، مشيرًا إلى أنه يجب استرداد كافة أراضى السودان على الحدود مع إثيوبيا، وأنه ليس من مصلحة الإقليم وقوع حرب بين السودان وإثيوبيا”.

وكان الجيش الإثيوبي حذر السودان السبت من “طرف ثالث” يدفعه إلى خوض حرب مع إثيوبيا، داعيا إلى “الالتزام بحل النزاع الحدودي بواسطة الحوار”.

ولفت رئيس أركان قوة الدفاع الوطني الإثيوبية، الجنرال برهانو جولا، في مقابلة مع “وكالة الأنباء الإثيوبية” ، إلى أن إثيوبيا والسودان تربطهما علاقة طويلة الأمد، لافتا إلى أن بلاده لعبت قبل عام دورا فعالا في حل الأزمة السياسية في السودان سلميا ودون الإضرار بالشعب السوداني.

واعتبر برهانو أن “الجيش السوداني تعدى على سيادة إثيوبيا بينما كانت تقوم الحكومة الإثيوبية بعملية إنفاذ القانون لتقديم المجلس العسكري المتطرف في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إلى العدالة”، واصفا هذا الأمر بأنه عمل مأساوي لا يتوقعه من السودان الذي يتمتع بالعلاقات الودية والتاريخية مع أثيوبيا.

وقال رئيس أركان قوة الدفاع الوطني الإثيوبية، إن طرفا ثالثا لم يسمه يقف وراء “انتهاك الجيش السوداني لسيادة إثيوبيا بقصد تعطيل المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي”، مبينا أن “الجهة الثالثة استفادت من حقيقة أن إثيوبيا تجري عملية إنفاذ القانون والسودان في عملية انتقال سياسي”.

وتزايدت حدّة التوتر في العلاقات بين السودان وإثيوبيا منذ اندلاع صراع تيغراي الأهلي، وتعثر المفاوضات حول سد النهضة، الأمر الذي أثار مخاوف من تطور الوضع إلى حرب شاملة بين البلدين.

والمنطقة الحدودية التي تشهد صراعا تسمى “الفشقة” وتسيطر عليها مليشيات تسمى “الشفتة”، تقوم بين الفينة والأخرى بشن هجمات وعمليات قتل ضد سودانيين بالمنطقة.

ويشار إلى أن إثيوبيا تمتعت طوال العقود الماضية بصلات قوية مع السودان إبان عهد الرئيس المخلوع، عمر البشير، وخلال مفاوضات سد النهضة اتهمت مصر السودان بالانحياز لصالح أديس أبابا.

وبعد الإطاحة بنظام البشير، لعبت أثيوبيا دورا كبيرا في إنجاح عملية الانتقال بالسودان والتي توجت بالحكومة الحالية بشقيها العسكري والمدني.

لكن اللافت هو التغيّر الجذري في موقف السودان من مفاوضات سد النهضة وقربه من الموقف المصري، وما أعقبه من زيارات عسكرية رفيعة المستوى بين القاهرة والخرطوم، نظرت إليها إثيوبيا بعين الريبة والشك.