مقديشو- الصومال- 22–1-2021أميرة زغدود
يشهد الصومال حالة من الاحتقان السياسي بين الحكومة والمعارضة بسبب الخلافات حول الانتخابات التي تعتزم الصومال خوضها الشهر القادم.
ويرى مراقبون ان الأوضاع تتّجه نحو الأسوأ مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الحالي فرماجو، حيث تعرف الوضعية الأمنية والعسكرية تخوفا من إفلات الأمور و الانجرار إلى صراعات جديدة خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد بقرار من الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب .
ويذكر ان أبرز المشاكل التي يعيشها الصومال تتعلق أساسا بلجان تنظيم الانتخابات الفيدرالية التي ترفضها المعارضة السياسية من المرشحين الرئاسيين وولايتي جوبلاند وبونتلاند وتتهمها بالانتماء لجهاز المخابرات وموظفي الخدمة المدنية وأنصار الرئيس الحالي المرشح للرئاسيات القادمة محمد عبدالله فرماجو.
تواصل عمل قوات الافريكوم ضد حركة الشباب
وأعلنت قيادات القوات المسلحة الأمريكية “أفريكوم” عن نجاح المقاتلات الأمريكية في إصابات مباشرة لمعاقل حركة الشباب الإرهابية في الصومال.
وقالت إن العملية الجوية التي نُفذت البارحة، في جنوب الصومال تُعتبر الأقوى منذ بداية العام الجاري في الصومال وتأتي بعيد الإعلان عن سحب القوات البرية الأمريكية من الأراضي الصومالية.
وبحسب البيان، فقد دمرت قاذفات أفريكوم الجوية معسكر تدريب لتنظيم الشباب الصومالي الذي يعد ذراع تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا، والذي يتموقع جنوبي الصومال، معتبرة ان الضربة بمثابة رسالة تحذير للحركة من عواقب الإقدام على استهداف المسؤولين العسكريين في الصومال.
وقد نفذت الوحدات الجوية التابعة للافريكوم أكثر من 200 غارة ضد ارهابيي حركة الشباب الصومالية، وذلك على الرغم من تنفيذ عملية سحب القوات البرية الأمريكية من الصومال بإجمالي 700 فرد، وفقًا للخطة التي وضعتها إدارة ترامب السابقة بتقليص التواجد العسكري الأمريكي في الصومال وأفغانستان.
فرماجو يضيق الخناق على مرشحي المعارضة بالصومال
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت السلطات الصومالية، قرارا ضد مرشحي المعارضة والرؤساء السابقين بحظر دخول السلاح للحرس الأمني المرافق لهم بمطار مقديشو.
ويأتي هذا القرار، في وقت لا تزال الخلافات حول العملية الانتخابية مستعرة بين الرئيس عبدالله فرماجو والمعارضة.
و في بيان صحفي، قالت وزارة الأمن إنه لا يمكن السماح بدخول أسلحة إلى مطار مقديشو، زاعمة أن القرار لن يؤثر على كبار قادة البلاد، بمن فيهم الرئيس ورئيس الوزراء بالإضافة إلى رئيسي مجلسي البرلمان الصومالي.
ويعتبر مطار آدم عدي الدولي في مقديشو من أكثر المطارات ازدحامًا في البلاد، ويحمي أمنه قوات صومالية وأفريقية مشتركة.
وبحسب تحليلات، فإن القرار يستهدف بشكل مباشر مرشحي الرئاسة من المعارضة الذين يدخلون المطار رفقة حرسهم الخاص أثناء سفرهم من المطار لضمان حمايتهم.
وتجدر الاشارة أن الصومال يعاني أوضاعا أمنية متردية ومستعرة في ضوء هجمات حركة الشباب الإرهابية.
ومن جهته، لم يعلق مجلس اتحاد مرشحي الرئاسة على قرار وزارة الأمن الصومالية، وفي وقت سابق ، اتهم المجلس فرماجو استهدافهم والتضييق عليهم ممارسة حرياتهم الدستورية مثل تنظيم المظاهرات السلمية المنددة لنظام فرماجو .
ومن المتوقع، أن يؤدي هذا القرار إلى تفاقم التوترات بين الحكومة والمعارضة، و يتنزل القرار ضمن سياسة الرئيس الحالي عبد الله فرماجو وسعيه الى تسخير كافة الاجهزة الامنية و العسكرية لإعادة انتخابه .
التدخل التركي القطري لصالح فرماجو يؤزم الموقف
وامتدت أذرع تركيا لتعبث بالأمن الصومالي عبر وكيلها المتمثل في قطر الموجودة على الساحة الصومالية في شخص رئيس جهاز الاستخبارات الصومالية فهد ياسين الذي عمل كمراسل لقناة الجزيرة القطرية.
كما تمركز تركيا عسكريا بالبلاد من خلال قاعدتها العسكرية بالعاصمة مقديشو وتبسط تركيا وقطر أياديها على ميناء مقديشو.
أما الوجود القطري فيتمثل في الاستثمارات الاقتصادية الكبرى و الهبات التي تقدمها قطر للحكومة الصومالية .
الاوجه المختلفة للتدخل الاجنبي التركي و القطري ساهم بدرجة كبيرة في تمكنهم من السيطرة على الساحة السياسية و دعمهم الصريح للرئيس الحالي عبدالله فرماجو .
هذا التدخل الواضح للمصالح التركية القطرية في الحياة السياسية الصومالية ، جرّ مجلس المرشحين الرئاسيين لاصدار بيان يقرّ بضرورة تنحي فهد ياسين و اقالته ، في اطار السعي لضمان نزاهة الانتخابات المرتقبة لضمان عدم التدخل الاجنبي في الحياة السياسية الصومالية .
ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات في الصومال، وتزايد هجمات “الشباب” الإرهابية، تواجه السلطات في هذا البلد الأفريقي تحديات من أجل سير عملية انتخابية بعيدة عن التهديدات الأمنية.