الخميس. مايو 2nd, 2024

أبوجا-نيجيريا-16-01-2021


أعلن الجيش النيجيري، أمس الجمعة، أنه تمكّن من القضاء على 64 مسلحًا من جماعة “بوكو حرام” الإرهابية، في عمليات عسكرية متعددة في شمال شرقي البلاد.

وأوضح المتحدث باسم الجيش النيجيري جون إينينتشي، في مؤتمر صحفي، أن العمليات شملت غارات جوية استهدفت أوكار المسلحين في منطقة “جوجبا” ومنطقة “بوني يادي”، وقرية “كافا” بمحافظة يوبي، بهدف طرد الجماعة الإرهابية من معاقلها في المنطقة المضطربة.

وأسفر الصراع بين بوكو حرام والحكومة النيجيرية، الذي يستمر منذ عقد من الزمن، عن مقتل حوالي 36 ألف شخص على الأقل وتشريد مليوني شخص من منازلهم، وفقا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة.

أما ذروة أعمال بوكو حرام الإرهابية فكانت في عامي ألفين وأربعة عشر وألفين وخمسة عشر وبعدها تراجعت وتيرة تلك الأعمال بسبب ضعف التمويل وشدة الضغط العسكري الذي تقوم به قوات الحكومة.

والصراع بين قوات الحكومة وميلشيات بوكو حرام مستمر منذ اثني عشر عاما أسقطت عشرات الألوف من القتلى وشردت الملايين.

لكن الضغط العسكري المستمر لم يتمكن من القضاء على الحركة وإن كان قد قلص من نفوذها وكبدها خسائر جسيمة وأفقدها الكثير من الأراضي التي كانت تسيطر عليها.

وتبدو الحركة الارهابية التي تجد حاضنة اجتماعية في المناطق الفقيرة، قد تمكنت من العودة إلى نشاطها والقيام بهجمات إرهابية متفرقة في البلاد والكثير من عمليات الخطف والترويع للأهالي.

ويرى محللون في شؤون الإرهاب أن العمل العسكري وحده لن يقضي على الجماعة وأن المطلوب فعلا هو برامج اجتماعية وإنسانية شاملة لمواجهة الدوافع التي تتسبب في نشوء التطرف في المناطق التي تشكل حاضنة اجتماعية للحركة حتى لا تبقى أي مبررات لوجودها.

وهذه البرامج التي سينتج عنها توفير فرص عمل للسكان المحليين ودعم المشروعات التنموية ستؤدي إلى تحسن نوعية الحياة وبالتالي تحقيق انفراج اقتصادي واجتماعي يصرف الشباب عن الالتحاق بالحركات المتطرفة والإرهابية يمكن أن توفرها مؤسسات دولية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي الذي أبدى استعدادا ملحوظا في تقديم المساعدات اللازمة لإعادة تأهيل المقاتلين السابقين الذين اقتنعوا بترك الحركة والعودة إلى الحياة الطبيعية.

بالتزامن مع ذلك لا بد من تعزيز القوة العسكرية وإحياء التحالف الخماسي لدول حوض بحيرة تشاد للتصدي للإرهابيين وحماية المدنيين، ومع ذلك لا بد من الالتفات إلى بعض العوامل الأخرى التي تشكل دعائم تسهم في توفير بيئة مناسبة للحركات الإرهابية، وما ينطبق على نيجيريا قد ينطبق على مناطق أخرى من العالم.