الخرطوم-السودان-11-1-2021
حذرت وزارة الري السودانية الأحد، من عدم إكمالها المفاوضات مع مصر وإثيوبيا حول سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، ووصفتها بأنها “دورة مفرغة”.
وقالت مصادر سودانية، إن الاجتماع السداسي بين وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا للتوصل لصيغة مقبولة لمواصلة التفاوض قد فشل.
ونقل بيان نقلته وكالة الأنباء السودانية، عن وزير الري السوداني ياسر عباس كلامه”لا يمكننا أن نستمر في هذه الدورة المفرغة من المباحثات الدائرية إلى ما لا نهاية”.
ويشار إلى إن المحادثات الثلاثية السابقة بشأن ملء وتشغيل خزّان سد النهضة الإثيوبي لم تتوصّل إلى إتّفاق.
ولفت عباس إلى ما “يمثله سد النهضة من تهديد مباشر لخزان الروصيرص (شرق السودان) والذي تبلغ سعته التخزينية اقل من 10% من سعة سد النهضة، اذا تم الملء و التشغيل بدون اتفاق وتبادل يومي للبيانات.”
وتابع، الوزير السوداني أن بلاده تقدّمت “باحتجاج شديد اللهجة لاثيوبيا والاتّحاد الإفريقي، راعي المفاوضات، حول (…) عزم إثيوبيا على الاستمرار في الملء للعام الثاني في يوليو بغض النظر عن التوصل لاتفاق او عدمه” .
ومنذ العام 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة وتشغيله، لكنها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتّفاق.
وتوقفت المفاوضات في أغسطس الماضي بين الدول الثلاث بسبب خلافات واستؤنفت مطلع هذا العام. وتشارك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إضافة الى الاتحاد الإفريقي في المفاوضات عبر خبراء ومراقبين.
وتصف مصر السد بالتهديد الوجودي لأنها تُعاني من ندرة مائية بحسب تصنيف البنك الدولي، وتعتمد بشكل أساسي على مياه نهر النيل في تلبية 95 % من احتياجاتها المائية، إذ تحصل سنويا على حصة من مياه النيل تقدر بـ 55 ونصف مليار متر مكعب.
وتخشى مصر من أن عملية ملء السد قد تؤثر على حصتها من المياه، ففي السنوات التي يكون فيها معدل الأمطار عاديا أو فوق المتوسط لا يُتوقع أن تكون هناك مشكلة، ولكن القلق بشأن ما قد يحدث خلال فترات الجفاف التي قد تستمر لسنوات.
من ناحية أخرى، إثيوبيا تقول إن السد، ضرورة وجودية، فإذا جرى تشغيله بكامل طاقته، سيكون المحطة الأكبر أفريقيا لتوليد الكهرباء. وسيُوفر الكهرباء لـ 65 مليون إثيوبي.
وبالتالي فهو ضروري لنمو البلاد اقتصاديا ولتوفير الطاقة.
ولكي يتحقق الغرض منه تحتاج إثيوبيا لملء خزان السد بـ 74 مليار متر مكعب من المياه، تم بالفعل ملء 4.9 مليار متر مكعب منها.
وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديداً حيوياً لها إذ يعتبر نهر النيل مصدرا لأكثر من 95% من مياه الري والشرب في البلاد.
وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعد الخلاف بشأن السد مع مواصلة إثيوبيا الاستعداد لملء الخزان الذي يستوعب 74 مليار متر مكعب من المياه. ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل لاتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو أنها انجزت المرحلة الاولى من ملء الخزان البالغة 4,9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.
ويُفاوض السودان، إلى جانب مصر بالرغم من أن وضعه يختلف عنها.
كما أن إثيوبيا حليف استراتيجي للسودان في تسوية الصراعات الداخلية في دارفور وشرق السودان وجنوب كردفان والنيل الأزرق، كذلك الخلافات بين السودان وجنوب السودان.
لكن السودان في الوقت نفسه لا يريد خسارة مصر كحليف، ما جعل موقفه متأرجحا بين وسيط أحيانا و شريك أحيانا أخرى، يميل نحو الجانب الإثيوبي وأحيانا ناحية الجانب المصري.