بانغي – جمهورية إفريقيا الوسطى : 09-01-2021
تشهد جمهورية إفريقيا الوسطى،حالة من العنف والإضطراب الأمني دفعت آلاف المواطنين إلى اللجوء بالبلدان المجاورة، وقد أدى استمرار هذه الحالة منذ سنوات إلى نزوح أكثر من ربع السكان قسرا، حيث تمّ تسجيل نزوح ما يقارب 630 ألف شخص داخليا وأكثر من 630 ألف لاجئ من بينهم 30 ألف شخص فروا مؤخرا إلى الكاميرون وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو .
اللاجئون في الدول المجاورة
وأعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء أحداث العنف والحوادث الأمنية المرتبطة بانتخابات 27 ديسمبر2020.
وبحسب المفوضية، عبر حوالي 24,196 شخصا نهر “أوبانغي” باتجاه جمهورية الكونغو الديمقراطية. كما وصل ما لا يقل عن 15,000 شخص إلى قرية ندو، عقب الهجمات على بلدتي “دامارا” و “بنغاسو” في 2 و3 يناير الحالي.
وتُعتبر جمهورية إفريقيا الوسطى إحدى أفقر دول العالم، حيث عانت كثيرا من الإضطرابات التي استمرت لعقود، ولكن عندما أطاح انقلاب متمردي “سيليكا” بالرئيس في مارس 2013، غرق الشعب الضعيف أصلاً في أزمة مازالت متواصلة إلى اليوم.
وسيطرت مجموعات مسلحة على ثلاثة أرباع جمهورية إفريقيا الوسطى المصنفة من بين أفقر دول العالم لكنها غنية بالألماس، وترتكب فيها بانتظام انتهاكات بحق المدنيين.
وأضحت الأوضاع في بانغي العاصمة بحاجة ماسة إلى العلاج بعدما استفحل أمر التطهير العرقي على حساب المسلمين الأمر الذي تطلب من كل المنظمات الدولية تحمل أعباء نزع فتيل الأزمة المشتعلة والتي تزداد حدة يوما بعد الآخر.
ويبدو أنه لا يمكن التوقع بدى انزلاق الوضع في إفريقيا الوسطى إلى مزيد التعقيد والتوتر، وهنا تأتي أهمية تأييد جدي للمبادرة الأممية التي تهدف إلى “التصدي للمخاطر الهائلة وأعمال العنف والتطهير العرقي في البلاد”.
وأصبحت إفريقيا الوسطى اليوم، تمثل تحديا جديا للمجتمع الدولي لكي لا يقع المحظور ولتجنب سيناريو المذابح الإنسانية ، على غرار مذابح الهوتو والتوتسي في رواندا ومذابح البوسنة والهرسك في يوغسلافيا السابقة.