الأثنين. نوفمبر 18th, 2024

طرابلس-ليبيا-08-01-2021


حذر عديد الخبراء من أن تركيا تخطط لنسف كل محاولات الإستقرار في ليبيا، لضمان بقائها في البلد الغني بالثروات، والذي يعد طوق نجاة لها من أزماتها.

ومن الواضح أن النظام التركي الذي يتصرف بعقلية الأباطرة والذي رسخ وجوده عسكريا ومخابراتيا وبالمرتزقة في ليبيا وسيطر على مفاصل عديدة بالإقتصاد الليبي وبولاء جماعة”الإخوان” له،لا ينوي التخلي بسهولة عن هيمنه على هذا البلد وقد سبق أن جرب في كل مراحل تغلغله تراخي الدول الكبرى وسلبيتها إزاء مخططاته وتجاهله لقرارات مجلس الأمن والمؤتمرات الدولية التي عقدت بشأن إنهاء الأزمة الليبية.

وانفتح المشهد السياسي والعسكري في ليبيا على تطورات متلاحقة ومثيرة للإنتباه، بعدما بدأ السراج، جولة غير معلنة إلى تركيا وإيطاليا، التي وصل إليها بشكل مفاجئ، أمس، ضمن وفد ضم كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين في حكومته، في الوقت الذي جددت القوات الموالية له تشكيكها في التزام الجيش الوطني بقيادة المشير حفتر، في تنفيذ اتفاقهما العسكري في جنيف لوقف إطلاق النار،حسب زعمها، وأكدت أنها لن تُخلي مواقعها بما يسمح بفتح الطريق الساحلي، الرابط بين شرق البلاد وغربها.

في هذه الأثناء،وصل إلى تركيا وفد رفيع المستوى ضم وزيري الدفاع صلاح النمروش، والداخلية فتحي باشاغا، وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، وعماد الطرابلسي رئيس جهاز الإستخبارات، إضافة إلى 16 من قادة الميليشيات المسلحة لعقد اجتماع أمني مُوسّع مع الأتراك..

واعتبرت مصادر عديدة أن الإجتماعات مع القادة العسكريين والأمنيين والسياسين الأتراك غير المسبوقة “قد تمهد لعمل عسكري وشيك”.

وذكرت وسائل إعلام محلية ليبية أن تركيا “استدعت” قادة الميليشيات المسلحة الموالين لحكومة “الوفاق”، بالإضافة إلى كبار مسؤوليها العسكريين والأمنيين إلى هذه الإجتماعات العاجلة، قبل أقل من ثلاثة أسابيع على انتهاء المهلة التي منحها اتفاق جنيف المبرم مع الجيش الوطني، برعاية أممية في شهر أكتوبر الماضي، لسحب القوات الأجنبية والمرتزقة.

وأكد خبراء، في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن تركيا تخشي من مصالحة ليبية – ليبية تفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لن تكون خاضعة للنفوذ التركي، مشيرين إلى أن أنقرة لا تريد إنجاز أي مصالحة قبل أن تحصل على ضمانات بعدم تعرض نفوذها لأي انحسار.

من جهته، قال المحلل السياسي الليبي، عبد المنعم اليسير، إن تركيا جمعت أقرب العملاء لديها، من أجل تقويض الخطوات التي تقوم بها البعثة الأممية والمجتمع الدولي للوصول بليبيا إلى الإستقرار.

وأضاف أن تركيا تخطط لنسف كل محاولات الإستقرار في ليبيا، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها ليبيا، من تبادل للأسرى بين أطراف اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5 + 5)، وتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بإيفاد مراقبين دوليين إلى ليبيا.

وأشار إلى أن تركيا لا تريد أي حل سياسي يخرجها من ليبيا، لذا استدعت قادة المليشيات المسلحة إلى أنقرة للتأكيد على استمرار مشروعها الإستعماري في ليبيا واحتلال البلاد بالكامل حتى الوصول إلى الحدود المصرية.

وأوضح أنه لا توجد أمام أردوغان فرصة أخرى للسيطرة على أي دولة مثل ليبيا، مؤكدًا أنه يعمل بالتعاون مع المليشيات المسلحة لاستكمال أهدافه التوسعية، باحتلال درنة وطبرق في شرق ليبيا قبل 2023.

بدوره، قال المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، في إن تركيا استدعت حلفاءها من زعماء مليشيات وقيادات تنظيم “الإخوان” وبعض عملائها بمصراتة، لتدارس المعطيات الجديدة في المنطقة.

وأشار إلى أن النظام التركي وبخ بعض هؤلاء الذين يريدون الإنفتاح على مصر كسبيل لإنهاء الأزمة في ليبيا. 

وأوضح المرعاش أن تركيا تحضّر لمرحلة جديدة في علاقاتها مع الولايات المتحدة، بعد أن اقتربت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن من إعلان الخطوط العريضة لسياساتها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تبدو أنها غير متسامحة مع التدخلات التركية التي تزعزع الأمن والسلام سواء في شرق المتوسط أو في ليبيا.

وأكد أن الذين هرولوا إلى تركيا ولبوا استدعاء أردوغان أثبتوا أنهم ليسوا معنيين بمصالح الشعب الليبي ولا بتسوية الأزمات، بل مصالحهم الخاصة التى ربطوها بتركيا.