الجمعة. سبتمبر 20th, 2024

اميرة زغدود-5-1-2021

بعد إعلان الرئيس الإمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب قرار تقليص وسحب القوات الأمريكية الموجودة بالصومال في الرابع من ديسمبر2020. أثيرت عديد الأسئلة حول مدى قدرة تفعيل القرار وسط تشابك المساعي الأمريكية و الصومالية في محاربة الإرهاب الذي ترفع حركة الشباب المتطرفة رايته بالبلاد. 

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أن الرئيس ترامب أمر بسحب معظم القوات الأمريكية من الصومال، مع ضرورة استكمال الإنسحاب بحلول 15 يناير الحالي.

تأتي هذه الخطوة ضمن عملية انسحاب عالمية، تتضمن أيضا تقليص عدد القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق، قبل مغادرة ترامب البيت الأبيض، في العشرين من هذا الشهر، سيخفض القوات الأمريكية في أفغانستان من 4500 إلى 2500، قبل 5 أيام فقط من نهاية ولايته وسيخفض القوات الأمريكية في العراق من 3000 إلى 2500. ويوجد مايقارب ال 700 جندي أمريكي في الصومال، لمساعدة القوات المحلية في مواجهة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم “القاعدة”.
وتتمركز القوات الأمريكية في الصومال بـ5 مناطق هي: غالكعيو بالوسط، وكسمايو ومقديشو وقاعدة بالي دوغلي بالجنوب، وبمدينة بوصاصو شمال شرقي البلاد منذ 2007، وتعمل هذه القوات على مساعدة الجيش الصومالي في التدريبات وعمليات ميدانية ضد حركة الشباب الإرهابية.

والرغم من أن هذا الإجراء سيسهم في زعزعة موازين القوة، إلا أنّه لا يعدّ تغييرا جوهريا في سياسة الولايات المتحدة، حيث ستحافظ الولايات المتحدة على دورها في عمليات مكافحة الإرهاب في الصومال.

وفي وقت سابق هذا العام، انسحبت القوات الأمريكية بالفعل من مدينتي بوصاصو وجالكايو الصوماليتين. وحتى الشهر الماضي كانت القوات الأمريكية لا تزال في مدينة كيسمايو الساحلية الجنوبية وقاعدة بيلدوجلي الجوية وفي العاصمة مقديشو.


بوارج أمريكية تصل إلى الصومال


بعد 16 يوما من إصدار أمر سحب القوات ، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، نشر مجموعة من البوارج الحربية قبالة سواحل الصومال لدعم انسحاب قواتها. ووصلت السفينة الهجومية “يو إس إس ماكين آيلاند” والسفن المرافقة لها قبالة القرن الإفريقي.

وفي بيان للقيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، فإنّ المجموعة البحرية ستساعد في نقل الأفراد العسكريين والمدنيين الأمريكيين من الصومال إلى مواقع عمليات أخرى في شرق إفريقيا.

يأتي قرار الإنسحاب في وقت حساس تشتد فيه وتيرة الخلاف السياسي بين القوى السياسية والأحزاب بالصومال مع اقتراب موعد الإنتخابات، وفي ظرفية أمنية هشة الأمر الذي أسهم في تصريحات الصوماليين عن تخوفهم من حدوث فراغ أمني كبير بسبب القرار الأمريكي .

ويخشى كثيرون في الصومال أن يفتح القرار المجال أمام حركة الشباب لاستغلال الفراغ الأمني والعسكري لتشديد قبضتها في البلاد وتوجيه ضربات جديدة ضدّ قوات الأمن والمؤسسات الحكومية .

وتواجه البلاد وضعا أمنيا سيئا جدا ، حيث بلغ مجموع الهجمات الإرهابية 60 هجوما كانت حصيلتها قتل 176 شخصا وإصابة 172 آخرين بينهم مسؤولون خلال السنة الفارطة.
فهل ستلتزم الإدارة الامريكية الجديدة بقرار ترامب بسحب القوات؟