قضارف-السودان-31-12-2020
بمعزل عن الخلفيات التاريخية، بدت الحرب الأهلية في إثيوبيا صادمة للكثيرين مع شن الحكومة الإثيوبية ما تسميه “عمليات فرض القانون” في إقليم تيغراي، وتصنيفها الحزب الحاكم السابق في البلاد جبهة تحرير شعب تيغراي منظمة إجرامية تتعهد بتدميرها.
الصراع الذي أودى بحياة الآلاف أثار، بحسب مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، مخاوف في العواصم الأجنبية من أن يقود إلى واحد من أكبر الانهيارات للدولة في التاريخ الحديث، مع تداعيات خطيرة على السلام والاستقرار في القرن الإفريقي وما وراءه.
وبرغم من إعلان الحكومة إنهاء العمليات، إلا أنه من المستبعد أن تضع سيطرتها على عاصمة تيغراي “ميكيلي” حداً للصراع في أي وقت قريب، في ظل انسحاب مقاتلي جبهة تحرير تيغراي إلى الجبال، وتمركز قواتها المقاتلة استعداداً لحرب عصابات مكلفة وطويلة الأجل.
ومع تواصل الصراع، أعلن السودان، الخميس، أن عدد اللاجئين الإثيوبيين الواصلين إلى شرقي البلاد ارتفع إلى 57 ألفا و 679 لاجئا، هربا من الصراع في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا.
وقال تقرير لمفوضية شؤون اللاجئين السودانية أن عدد اللاجئين الواصلين إلى منطقة “حمداييت” بولاية كسلا، بلغ 390 لاجئا جديدا ليرتفع عدد اللاجئين بالولاية إلى 39 ألفا و510 لاجئ.
وأضاف التقرير أن عدد الواصلين إلى “المدينة 8” بولاية القضارف اليوم 78 لاجئا، ليرتفع بذلك عدد الواصلين إلى ولاية القضارف إلى 18ألفا و 169 لاجئ.
وذكرت المفوضية السودانية وفق التقرير أن العدد الكلي للاجئين الواصلين إلى ولايتي كسلا والقضارف شرقي البلاد بلغ 57 ألفا و 679.
والإثنين بلغ عدد اللاجئين الواصلين إلى شرقي السودان إلى 55 ألفا و648، حسب آخر إحصائية للسلطات السودانية.
والسودان أحد أكثر الدول استقبالا للاجئين في إفريقيا، إذ يستضيف ما يزيد عن مليون، معظمهم من دولة جنوب السودان، وفق تقارير حكومية.
وتتخوّف مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام، أماني الطويل، من انتقال الصراع إلى شرق السودان “نظرا للامتدادات العرقية بين الدولتين”.
كما يرجح مراقبون أن ينجر الصومال أيضا إلى الصراع، وتقول إن “استمرار الصراع وما قد يصحبه من إضعاف للجيش الإثيوبي يمكن أن يغري تنظيم الشباب المتطرف في الصومال لمحاولة الثأر مما قامت به إثيوبيا سابقا ضد التنظيم”.