الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

الخرطوم-السودان-29-12-2020

جماعة الإخوان بالسودان والحلم البائس بالعودة إلى المشهد بواجهات جديدة تتهاوى “قلاع” جماعة الإخوان الواحدة بعد الأخرى بعد أن انكشفت ممارساتهم وأهدافهم الظلامية أمام جموع المواطنين في الوطن العربي ومرروا برامجهم في فترات من الزمن مستغلين الدين من ناحية وانعدام الوعي الضروري لدى عامة الناس في فترات سابقة.  وبعد اقتلاع عمود خيمة الجماعة في مصر جاء موقف الشعب السوداني عبر ثورته لإنهاء أخطبوط التنظيم الذي فرخ كل التنظيمات الإرهابية عبر عقود متتالبة من الزمن.

خلال الأسبوع الماضي، برز ما يسمى “تيار النهضة” كمولود مشوه للحركة الإسلامية السياسية، ضمن مساعٍ جديدة لتسويق هذا التنظيم في الشارع السوداني، بعد فشل جميع اللافتات والواجهات السابقة.

 خبراء سودانيون أكدوا بدورهم أن تيار “النهضة” ولد ميتا ومفضوحا للشارع، فضلا عن أن التاريخ الأسود للإخوان سيحرمها من تسويق نفسها مجددا في البلاد مهما استخدمت من أساليب وحيل.

وبحسب معلومات أوردتها “العين الإخبارية”، جاء الإعلان عن تيار “النهضة”

( تيمنا بحركة “النهضة” بتونس على ما يبدو!) بتخطيط من القيادي الإخواني أمين حسن عمر، ويضم عناصر الصف الثالث للتنظيم وقطاع الطلاب بالحركة الإسلامية السياسية، وهم شخصيات غير معروفة للسودانيين .

وتتلخص فكرة التيار الجديد، في العودة إلى منصة تأسيس جماعة “الإخوان” السودانية، بأن يتم التركيز على التغلغل وسط المجتمع وقيادة عمل فكري ودعوي مزعوم، و الإبتعاد عن النشاط السياسي بقدر الإمكان حتى يتمكنوا من تسويق تنظيمهم مجددا.

وتضمنت تصريحات لأمين حسن عمر وهو قيادي بارز بنظام عمر البشير، اعترافات فضحت نوايا التيار الجديد وخلفيته الإخوانية، عندما أشار إلى أن “النهضة” ستتبنى معالجات فكرية لقضايا السياسة والإقتصاد والمجتمع، وهي ذات الخطة التي ولجت عبرها الحركة الإسلامية السياسية في السابق.  

ويضم هذا التيار القيادي الإخواني محمد المجذوب، وهو من عناصر الحركة الإسلامية الذين تم توظيفهم خلال العقود الماضية للعمل وسط المجتمعات لبث فكر الجماعة، عبر واجهة تسمى “الإحياء والتجديد” والتي كانت تتخذ من دار حزب حسن الترابي مقرا لأنشطتها .

ويسعى التنظيم الدولي للإخوان إلى استقطاب بعض قيادات السلف ذوي الميول الإخوانية من بينهم التكفيري مزمل فقيري من أجل خداع الشارع بشأن حقيقة هوية التيار الجديد.  

وتتضمن خطة “الإخوان” لتسويق واجهتهم الجديدة، تبني خطاب ناقد لقيادات التنظيم من الصف الأول وضرورة محاسبتهم، والإقرار بأنهم فاسدون وشوهوا صورة الحركة الإسلامية، لإكمال مسلسل الخدعة.  

وأكد الخبير السوداني عطاف محمد ، أن تيار “النهضة” يعد أحد ألاعيب الجماعة ومحاولاتها للإلتفاف، ولكن الشارع السوداني بوعيه لن تمرر عليه مثل هذه الحيل مجددا. وقال إن “السودانيين خلعوا المدغة الإخوانية وألقوا بهذا التنظيم إلى مذبلة التاريخ وإلى الأبد، ولن يتمكن من العودة تحت أي شعار جديد”.

أما المحلل السياسي “علي الدالي”، فيشير إلى أن جماعة الإخوان اعتادت تغيير جلدها في كل مرحلة والتخفي خلف واجهات جديدة، ولكن هذه المرة يحرمها تاريخها الأسود الذي صاحب حكمها للسودان، من تسويق نفسها مجددا في المشهد. وقال الدالي إن إخوان السودان الذين برزوا في أربعينيات القرن الماضي، تحولوا إلى مسميات مختلفة من جبهة الدستور، وجبهة الميثاق، والجبهة الإسلامية، والحركة الإسلامية وصولا إلى المؤتمر الوطني والشعبي، ولكن في كل مرة يفضحهم الالإسم، وحتى تيار “النهضة” لم يستطع الخروج من هذه العباءة.  

وتابع : “إذا كانت الظروف قد خدمت الإخوان وحملتهم للسلطة على ظهر دبابة (انقلاب عسكري)، دون أي سند أو تأييد شعبي، فإن تجربتهم في الحكم بقبضة السلاح ضاعفت حالة الكراهية في نفوس السودانيين تجاههم، ما يمنعهم من العودة “.  

فيما اعتبر المحلل السياسي أحمد حمدان، أن تيار النهضة بمثابة “فرفرة مذبوح” تعكس مدى تخبط وتوهان جماعة الإخوان الإرهابية منذ سقوطها عن الحكم بثورة شعبية”. يذكر أنه تم عزل “الإخوان” في السودان بثورة شعبية في أبريل 2019، وتمضي السلطة الإنتقالية حاليا في تفكيك هذه الجماعة وتجفيف مصادر تمويلها، استجابة لرغبة وتطلعات السودانيين.