الخميس. ديسمبر 19th, 2024

طرابلس-ليبيا-28-12-2020

اعتبر عديد المتابعين للسياسة التركية إزاء الأوضاع في ليبيا،أن الزيارة المفاجئة لوزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إلى العاصمة الليبية طرابلس، لتفقد القوات التركية في ليبيا، ليست مجرد تحرك بروتوكولي، لكن يحمل بين طياته العديد من المؤشرات التي تنذر بتفجير متوقع للوضع في البلاد.

وكشف المحلل السياسي، خالد الترجمان، عن قيام القيادات العسكرية التركية بزيارات سرية لـ ليبيا بشكل دوري كل 10 أيام، مشيرا إلى أن أنقرة قد تشن هجوما متوقعا على مدينة سرت وقاعدة الجفرة.

وأوضح الترجمان في تصريحات تلفزيونية، أن تركيا أمرت الميليشيات والمرتزقة التابعين لحكومة الوفاق، بالتقدم من مصراتة تجاه سدادة وتاورغاء والهيشة والقداحية وزمزم، لافتا إلى وصول ثلاث طائرات تركية تحمل السلاح والذخائر والمرتزقة، معتبرا أن هذه التحركات بمثابة اختراق خطير ينبئ باستعدادات كبرى للتحرك لمهاجمة القوات المسلحة فى سرت والجفرة.

وأضاف الترجمان أن حكومة الوفاق ليس لها من الأمر شيء، مشيرا إلى أن تركيا قبضت بشكل كامل على زمام الأمور في طرابلس و تسعى للسيطرة على الهلال النفطي،حسب تقييمه .

وتكشف إحصاءات موقع “غلوبال فاير” امتلاك تركيا أسطولا كبيرا من مقاتلات “إف16″ متعددة المهام، بما يقدر بنحو 210 طائرة، لكنها لن تتمكن من الدفع بي منها إلى ليبيا في ظل موقفها المتأزم شرقي البحر المتوسط، وحاجتها إليها ضمن أراضيها، حيث تدور يوميا اعتراضات متبادلة بين الطائرات التركية ونظيراتها اليونانية.

ومع فشلها في الحصول على طائرات “إف 35” الأميركية، أبقت أنقرة على طائراتها المتقادمة “إف 4” حيث تمتلك عددا كبيرا منها، والتي ستلجأ إليها في ليبيا، خصوصا 52 طائرة من بينها، جرى تطويرها إلى معيار “فانتوم 2000” عبر شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية “آي إيه آي” التي دمجت بها أنظمة إلكترونيات الطيران الجديدة، ورادار “إيلتا” وأنظمة حرب إلكترونية نشطة، بالإضافة إلى إلكترونيات طيران إسرائيلية أخرى، حسب ما جاء في موقع “فلايت غلوبال” المتخصص في الشؤون العسكرية.


وسبق أن تعاونت تركيا مع الشركة نفسها من خلال إنفاق 150 مليون دولار لإنتاج صواريخ “أرض- جو” طراز “بوباي”، وكان ذلك ضمن صفقة مكبرة لتطوير طائرات مقاتلة ودبابات وصناعة طائرات استطلاع بدون طيار، وطائرة إنذار محمولة جوا، ونظام “السهم (آرو)” المضاد للصواريخ، حسب دراسة سابقة لمدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، مايكل آيزنشتات.

من جهتها،ظلت اليونان على علم بالمخططات التركية لتعزيز وجودها في ليبيا، وهو ما تناقلته وسائل إعلامها على لسان وزير خارجيتها، نيكوس دندياس، الذي أكد سعي أثينا إلى إحباط مخطط تركيا الرامي إلى إقامة قاعدة عسكرية على ساحل ليبيا في منطقة قريبة من جزيرة كريت اليونانية.

وقال دندياس، إن بلاده “تسعى إلى منع إقامة قاعدة عسكرية تركية في ليبيا”، مضيفا أنه “يجب ضمان أن تكون الشواطئ الليبية المقابلة لجزيرة كريت اليونانية آمنة عبر سيطرة قوى نظامية عليها وليس مجموعات من الميليشيات والمرتزقة”، في إشارة إلى المجموعات الإرهابية التي تدعمها أنقرة في ليبيا.

ويرى أستاذ القانون الدولي، الليبي محمد الزبيدي، أن خطاب المشير حفتر، الذي أكد فيه إصرار الجيش الليبي لخوض المعركة ضد “المحتل التركي” دفع خلوصي أكار إلى زيارة ليبيا، كنوع من الرد بأنهم سيبقون فيها، كما تأتي تلك الزيارة بالتزامن مع تمديد البرلمان التركي لمهمة القوات التركية في ليبيا، وكأنهم يبعثون رسالة استخفاف بالمؤسسات القانونية في البلاد، وعلى رأسها مجلس النواب.

وأضاف الزبيدي في حديثه إلى “سكاي نيوز عربية” أن زيارة أكار هدفها أيضا إفشال اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” التي حققت نجاحات متتالية الفترة الماضية، منها التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وأخيرا اتفاق تبادل أسرى.

في حين، حذر المحلل السياسي الليبي، عزالدين عقيل، من إجراءات تركيا متلاحقة لاستغلال رفع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يده عن ليبيا كليا، وتركها لمصير مختلف.