دارفور-السودان-28-12-2020
قال والي جنوب دارفور، إن السودان سينشر”أعدادا كبيرة” من القوات في الولاية بعد مقتل 15 شخصا في عنف قبلي في الآونة الأخيرة.
وقالت وكالة الأنباء السودانية، نقلا عن اثنين من القيادات المحلية إن “صراعا على مصدر للمياه بين قبيلتي المساليت والفلاتة في منطقة قريضة أفضى إلى مقتل اثنين من الفلاتة”.
وقال أحد القيادات المحلية، إن “أفرادا من الفلاتة ردوا بقتل 13 من المساليت وإصابة 34 آخرين”.
وتقع قريضة على بعد 97 كيلومترا جنوب نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وكانت المنطقة شهدت عدة اشتباكات دموية بين القبيلتين في العامين الماضيين، وهذه هي المرة الأولى التي تقع فيها أعمال عنف بين القبيلتين منذ توصلهما إلى مصالحة في أكتوبر الماضي..
ونشب الصراع في إقليم دارفور عام 2003 بعد أن ثار متمردون معظمهم من غير العرب على الخرطوم. وواجهت القوات الحكومية والمجموعات المسلحة العربية التي تحركت لقمع التمرد اتهامات بارتكاب فظائع واسعة النطاق، وقتل ما يقدر بنحو 300 ألف وشرد 2.5 مليون شخص.
وكانت السلطات الانتقالية السودانية، أبرمت اتفاق سلام مع جماعات متمردة من دارفور في أكتوبر، لكن الاتفاق استثنى المجموعة الأكثر نشاطا على الأرض.
وقرر مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، إنهاء مهمة بعثة حفظ سلام مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، والمعروفة باسم يوناميد، في 31 ديسمبر بعد أكثر من 13 عاما من تأسيسها.
وتعيش دارفور صراعا داميا منذ سنوات راح ضحيته الآلاف وتشرد بسببه عشرات الآلاف، وترجع عوامل الصراع القبلي بالأساس إلى صراع حول الموارد الطبيعية كانت بداياته في 1983 بين الرعاة والفلاحين كنتيجة مباشرة للجفاف والتصحر الذي ضرب منطقة الساحل الأفريقي أواخر الستينيات.
تعد ولاية دارفور التي تقع غرب السودان من أكبر مناطق البلاد مساحة، وتعد ثاني أكبر ولاية سودانية من ناحية التعداد السكاني، ويضم الإقليم بداخلة قرابة المائة قبيلة وبطن، تنقسم إلى “عرب” و”زرقة”، وأهم قبائل الزرقة “الفور” و”المساليت” و”الزغاوة” و”البرقد” و”التاما” و”القمر”، بينما أهم قبائل العرب “الرزيقات” و”التعايشة” و”السلامات” و”المسيرية” و”الهبانية” و”الفلاتة”.
ويرجع مراقبون عدم صمود عمليات الصلح القبلية التي تتم، إلى قيامها على أساس سياسي حكومي وليس أهلي، وأكد هؤلاء أن معظم الصراعات القبلية التي وقعت ساهمت الحكومة في تسليحها.