الجمعة. سبتمبر 20th, 2024

مقديشو-الصومال-24-12-2020


بدأت البوارج الحربية الأمريكية قبالة سواحل الصومال عملية سحب حوالي 700 جندي من البلد الإفريقي المضطرب سياسيا وقبليا،والذي يشهد تصاعدا للعمليات الإرهابية التي تشنها حركة الشباب المرتبطة بتنظيم”القاعدة”. 

وكانت السفينة الهجومية البرمائية “يو إس إس ماكين آيلاند” والسفن المرافقة لها قد اتخذت مواقع لها قبالة السواحل الصومالية، بعد 16 يوما من أمر أصدره الرئيس ترامب بسحب القوات المتمركزة في الصومال منذ سنوات لتنفيذ عمليات ضد حركة الشباب. .

وأفادت القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) في بيان، بأن المجموعة البحرية ستساعد في نقل الأفراد العسكريين والمدنيين الأمريكيين من الصومال “إلى مواقع عمليات أخرى في شرق إفريقيا مع الحفاظ على الضغط على المتطرفين العنيفين ودعم القوات الشريكة”.

وكان ترامب قد أعلن عن اعتزامه سحب “غالبيّة” القوّات الأمريكية من الصومال “بحلول أوائل عام 2021″، أي قبل رحيله عن السلطة مباشرة..

كما سرّع أيضا في عملية سحب بعض من القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق.

يذكر أن نحو 700 جندي أمريكي يتمركزون في الصومال لمساعدة قوات الحكومة الفدرالية في مواجهة حركة الشباب التي تسيطر على مناطق عديدة بالبلاد.

وسعى البنتاغون إلى التقليل من أهمية تداعيات الإنسحاب الذي قال الخبراء إنه قد يقوض الأمن في الصومال، وأكّد البنتاغون أنه بالرغم من أن هذا الإجراء يمثل تغييرا في وضع القوة ، إلا أنه لا يعد تغييرا في سياسة الولايات المتحدة التي ستحتفظ بالقدرة على تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب في الصومال وجمع الإنذارات المبكرة والمؤشرات المتعلقة بالتهديدات.

وانسحبت الولايات المتحدّة من مدينتي بوساسو وجالكايو الصوماليتين في وقت سابق من هذا العام، وحتى الشهر الماضي كانت القوات الأمريكية لا تزال في مدينة كيسمايو الساحلية الجنوبية وقاعدة بيلدوجلي الجوية، وكذلك في العاصمة مقديشو.

ويرى مراقبون صوماليون أن انسحاب القوات الأمريكية من الصومال سيكون له تأثير سلبي على الوضع الأمني في البلاد، لأن القوات الأمريكية تقوم بمهام مختلفة ولها قواعد عديدة في أكثر من مكان، وتساهم بقدر كبير في الحرب ضد تنظيم الشباب، وبالتالي فإن انسحابها ستكون له تداعيات سلبية على مسار الحرب ضد هذا التنظيم الذي لا يزال يتمتع بنفوذ كبير في أكثر من منطقة استراتيجية جنوب البلاد.


ويشهد الصومال حربا أهلية منذ أوائل التسعينات،عقب سقوط نظام سياد بري، وتمكنت قوة حفظ السلام المدعومة من الإتحاد الإفريقي والقوات الأمريكية السيطرة على مقديشو وأجزاء كبيرة من البلاد من حركة الشباب.

وأبدى الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد خشيته من تداعيات الإنسحاب الأمريكي،معربا عن رغبته العلنية في بقاء القوات الأمريكية ،مشيرا إلى أن الدعم الأمريكي”مكننا من محاربة حركة الشباب بشكل فعال وتأمين القرن الإفريقي”.