الثلاثاء. نوفمبر 26th, 2024

جالكايو– الصومال:-أميرة زغدود19-12-2020

قتل 12 شخصا بينهم قادة عسكريون في هجوم إرهابي، ليس الأول من نوعه بالصومالي بمدينة جالكايو، مساء ليلة الجمعة، وقد تبنت التفجير حركة الشباب المتطرفة بملعب عبدالله عيسى بالمدينة .

وتوجّه رئيس الوزراء السيد محمد حسين روبلي بأحر التعازي لأسر وأقارب ضحايا التفجير الانتحاري.

وأفاد ” إن هذا الفعل الجبان بعيد كل البعد عن الدين الإسلامي الحنيف ومبادئ الأمة الإسلامية ، وإنه من المهم أن نتحد جمعياً في القتال ضد مليشيات الشباب الإرهابية”.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة والشعب الصومالي يعملان على تطهير البلاد من براثن الإرهاب الذي تعوّد على سفك دماء المدنيين الأبرياء.


الجيش الوطني يصفي قيادات من مليشيات الشباب جنوبي الصومال


وفي مواجهة خطر التفجيرات التي قامت بها حركة الشباب ومساعي الدولة للقضاء على آفة الإرهاب المستفحل بالصومال،جرت عملية عسكرية مخططة نفذتّها قوات الكوماندوس الوطنية “دنب” في منطقة جمامي التابعة لمحافظة جوبا السفلى، ما أسفر عن مقتل 16 من مليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة بينهم 3 قيادات في عملية عسكرية جنوبي البلاد.

وقال قائد اللواء الخامس لكتيبة القوات الخاصة دنب”عرب طجي أحمد” ، أن العملية أسفرت عن مقتل 3 من القيادات و13 من مليشيات الشباب المتطرفة ،بالإضافة إلى إعتقال 6 آخرين على قيد الحياة. مؤكدا على نجاح تدمير القوات الخاصة لقواعد مليشيات الشباب في منطقة جمامي .

تصعيد واضح لحركة الشباب


لا يمكن اعتبارهذا الهجوم أنّه الاول من نوعه أو أنه سياسة عملية جديدة فالمعروف أن حركة الشباب في مواجهات دائمة مع الحكومة الصومالية و توجه ضرباتها لمعاقل الدولة بدرجة أولى و أيضا لا تتوانى عن استهداف المدنيين عند توجيهها لضربات ارهابية من هذا النوع .

وقد شنّت الحركة عديد الهجمات خارج الحدود الاقليمية الصومالية ، و بدرجة أولى موجهة الى الجارة كينيا و الشواهد كثيرة على هجوماتها الدامية التي عانت منها ففي سنة 2013 استهدفت ميليشيات الحركة مركز “ويستغيت” التجاري بمدينة نيروبي.

وفي عام 2015، تكرر المشهد ثانية بتنفيذ هجوم على جامعة “غارسيا” و الذي أسفر عن مقتل 148 شخصا.
ويبقى أكثر الاعتداءات دموية لحركة الشباب في الصومال تفجير شاحنة مفخخة بالعاصمة مقديشو فب أكتوبر 2017 والذي أسفر عن مقتل 500 شخص.


مساعي لتعطيل المسار الانتخابي

تتحضر الصومال لإجراء الانتخابات البرلمانية بعد يومين في الحادي و العشرون من ديسمبر الحالي، و الانتخابات الرئاسية في شهر فبراير 2021 . الوضع الراهن بالصومال يفرض جملة تحديات على القائمين على السلطة .

وتأتي هذه الهجومات ضمن سياسة عمل حركة الشباب بالبلاد ، فتاريخها يؤرخ معاداتها الصريحة للسلطة بالبلاد و لقوات الدولة بدرجة أولى .


يعتبر هذا الهجوم الانتحاري الذي أودى بقيادات عسكرية مهمة و بمدنيين أبرياء كحركة تصعيدية لعرقلة المسار الانتخابي الذي تتحضّر له الصومال.

التمعن في المشهدية السياسية بالصومال يجرنا الى الاستنتاج أن النعرة الصراعية المتواصلة بين الاطياف المختلفة بالمنطقة لن تنتهي بسلام . فتوجيه هذا النوع من الضربات المصنفة بالارهابية لن يخدم تقدم الانتخابات بالشكل المنتظر و المأمول .

فالخشية اليوم تتزايد مع تصعيد حركة الشباب لهجوماتها خاصة في هذا الظرف الحساس، و البلاد تلتمس خطواتها نحو انتخابات ترضي جميع الاطراف و الاطياف السياسية بالبلاد.

فتكرر هذا النوع من الهجومات الانتحارية الارهابية سيعمد الى افشال الانتخابات خاصة في ظل الصراع المتصاعد بين مكونات الطيف السياسي .

وفي ظل مساعي الرئيس فيرماجو لتوظيف كل الامكانيات المتاحة للدولة و استقدام أسلحة و قوات تركية في هذا الظرف الراهن .

حيث تحاول تركيا مصادرة نتائج الانتخابات لصالحها عن طريق الرئيس الحالي و رئيس جهاز المخابرات الصومالية فهد ياسين المرتبط بالمصالح التركية القطرية بالصومال .