الثلاثاء. نوفمبر 19th, 2024

طرابلس-ليبيا-16-12-2020


أعطى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضوء الأخضر لتعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف والنروجي تور وينسلاند مبعوثين جديدين للمنظمة الدولية إلى ليبيا والشرق الأوسط على التوالي.
وجاء تعيين ملادينوف بعد عشرة أشهر من استقالة المبعوث السابق اللبناني غسان سلامة من منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، في خطوة عزاها يومها إلى دواع صحيّة قبل أن يعبّر عن استيائه من عدم التزام العديد من أعضاء الأمم المتحدة، بمن فيهم أعضاء في مجلس الأمن الدولي، بقرارات كانوا هم أول من وافق عليها.

وملادينوف، هوسياسي بلغاري تولى مناصب حكومية ودبلوماسية على مستوى منظمة الأمم المتحدة، عين عام 2015 في منصب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، وقد ولد نيكولاي ملادينوف يوم 5 مايو 1972 في العاصمة البلغارية صوفيا، وهو متحصل على شهادة ماجستير بالآداب في دراسات الحرب من كلية “كينغ كولدج” في لندن، وماجستير وبكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة الاقتصاد الوطني والعالمي في صوفيا.

وتولى ملادينوف منصب وزير الدفاع في بلغاريا من يوليو 2009 إلى يناير 2010، ثم تولى حقيبة وزارة الخارجية في الفترة من فبراير 2010 إلى مارس 2013.

وشغل أيضا عضوية البرلمان البلغاري بين عامي 2001 و2005، وعضوية البرلمان الأوروبي بين عامي 2007 و2009، وكان ضمن الوفد الأوروبي إلى كل من العراق وأفغانستان وإسرائيل، كما تولى العديد من المناصب في قطاعات أخرى منها البنك الدولي، وفي 2 أغسطس 2013 عين ملادينوف ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).

وفي 5 فبراير 2015 عين الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون ملادينوف منسقا خاصا لعملية السلام في الشرق الأوسط، وخلف في المنصب روبرت سيري.

ويشار إلى إن تعيين الدبلوماسي البلغاري جاء بعد رفض الولايات المتحدة مرشّحَين أفريقيين لتولّي هذا المنصب، وفرضها على شركائها في مجلس الأمن تقسيم المنصب إلى قسمين هما مبعوث أممي يساعده “منسّق” لهذه البعثة الأممية الصغيرة (حوالي 230 شخصاً).

ويُنهي التعيينان شهورا من المشاحنات بين أعضاء المجلس التي أشعلتها جهود أمريكية لتقسيم الدور في ليبيا ليدير شخص البعثة السياسية للأمم المتحدة ويركز آخر على الوساطة في الصراع.

ووافق مجلس الأمن على هذا الاقتراح في سبتمبر أيلول، لكن روسيا والصين امتنعتا عن التصويت.

وانزلقت ليبيا في حالة من الفوضى بعد الإطاحة بالزعيم معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي في عام 2011، وفي أكتوبر ، اتفق الطرفان الرئيسيان في الصراع، وهما حكومة الوفاق الوطني وقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر، على وقف إطلاق النار.

تُعتبر الفوضى التي غرقت فيها ليبيا تبريرا للتدخلات الأجنبية المختلفة، كما يُنظر إليها كنتيجة لفشل سياسي في مواجهة العنف وتفتيت البلاد.
ويأتي انسداد الطريق أمام المبادرات السياسية المختلفة في سبيل ضمان انتقال سلمي وتوافقي، بالإضافة إلى الخلاف الدائم بين نُخبها، ليؤكد هذا الفشل، ما قوّى بالنسبة لبعض القوى الدولية إغراء الحلّ العسكري والإيمان بـ “الرجل القوي”.