الجمعة. ديسمبر 20th, 2024

الباحث الاكاديمي:حسين موسى

الإطار النظري
         أولا :ماهية العلاقات الخارجية ( السياسة الخارجية )           ثانيا : ملاحظات على ماهية السياسة الخارجية            ثالثا : السياسة العامة للدولة :           رابعا : بنيان السياسة العامة للدولة  
النموذج التطبيقي”  جمهورية  السودان   التعريف بالسودان السياسة الخارجية والسياسة العامة السودانية أسس بنيان السياسة العامة السودانية العوامل                                               –  المفاهيم الأدوات
تعليق على أسس بنيان السياسة العامة السودانية


أولا :ماهية العلاقات الخارجية ( السياسة الخارجية ) :


يقصد بصنع السياسة الخارجية تحويل الهدف العام للدولة إلى قرار محدد. و السياسة الخارجية للدولة هي من صنع أفراد وجماعات يمثلون الدولة ويعرفون بصناع القرارات. لذا فصناعة قرارات السياسة الخارجية يمكن أن تدرس في ضوء التفاعل بين متخذي أو صناع القرارات وبيئتهم الداخلية. وقد حاول الكثير من المنهجيين في مجال السياسة الخارجية أن يقدموا تعريفاً محدداً للسياسة الخارجية، فالدكتور .”  بلانودا ولتون ” عرفها بأنهامنهج تخطيط للعمل يطوره صانعو القرار في الدولة تجاه الدول أو الوحدات الدولية الأخرى بهدف تحقيق أهداف محددة في إطار المصلحة الوطنية
و الحقيقة من الصعوبة تحقيق أهداف الدولة في السياسة الخارجية ،و تعود هذه الصعوبة إلى عاملين :
– إن الأهداف ليست واحدة بل متعددة مختلفة متنوعة ، واختلافها وتنوعها يرتبط  بطبيعة الدولة نفسها وطبيعة المنطقة الكائنة فيها وطبيعة قوة الدولة . إن الأهداف بالنسبة للدولة ليست متساوية في أهميتها بل هي متدرجة من حيث الأهمية.إلا أننا نستطيع بشكل عام أن نحدد الأهداف الأساسية لكل دولة بـ:
1- المحافظة على استقلال الدولة و سيادتها و أمنها القومي : و يكون ذلك من خلال محاولة إقامة علاقات جيدة مع جيرانها و الحصول على معونات عسكرية و اقتصادية و الدخول في معاهدات رسمية و تكتلات عسكرية و سياسية و اقتصادية
 
2 – زيادة قوة الدولة : و يرتبط هذا الهدف بالهدف الأول ، بل هو الأداة و الوسيلة للحفاظ على سيادة الدولة و أمنها . فقوة الدولة هي مزيج مركب من مجموعة من عوامل السياسية و الاقتصادية و البشرية و الجغرافية و التكنولوجية و النفسية إلى غير ذلك. و قوة الدولة هي التي تحدد سياستها الخارجية لأن السياسة الخارجية ترتبط و تستند إلى قوة الدولة .
 
3 – تطوير المستوى الاقتصادي للدولة: و الذي يعتبر هدف هام من أهداف الدولة، بل أن وجود الدولة يستند إلى وجود قاعدة اقتصادية يتوفر فيها الحد الأدنى من الثروة الوطنية.
إضافة إلى الأهداف السابقة نستطيع القول بوجود جملة أيضا من الأهداف الثانوية للسياسة الخارجية نذكر منها:
1- العمل على نشر الأيديولوجية و الثقافة الخاصة بالدولة خارج حدودها.
2- العمل على تدعيم أسس السلام الإقليمي و الدولي .

ثانيا : ملاحظات على ماهية السياسة الخارجية :
 
1-                أن السياسة الخارجية هي امتداد للسياسة الداخلية..هي مقولة لا يمكن أن تطبق على إطلاقها حيث أن هناك دول تابعة لدولة ما والمقياس هنا يتوقف على وضع الدولة الداخلي و وضعها في ميزان القوى الخارجية.
2-                لا توجد سياسة خارجية قائمة بذاتها
3-                هناك علاقة بين السياسة الداخلية والخارجية وكلاهما جزء من السياسة العامة


 ثالثا : السياسة العامة للدولة :  

   من المؤكد أن حاجة الإنسان للتعامل مع محيطه وما يؤثر فيه كان أمرا حيويا منذ وجود البشرية. فنزعة البقاء حرَّكت البشر بما لديها من إمكانات وطاقات وسخرتها لبقائه.ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل سعت المجتمعات لتطوير نزعاتها هذه باتجاه البقاء والرفاهية، ومن هنا كانت الحاجة إلى التفكير بوضع أسس لتنظيم احتياجاتها وسبل تأمينها.
ومع تعقّد ظروف الحياة البشرية بما تداخلت فيها من تشابك المصالح بين المجتمعات والدول ومن ثم تضارب هذه المصالح، بات لزاما على البشر أن يعدّوا التصورات ويضعوا الخطط والبرامج لمواجهة ما يمكن أن يواجهوا من مصاعب.ولا شك أن هذا التطور نشأ قبل نشوء الدول القومية ولو بأشكال مختلفة ومتواضعة؛إلا أن نشوء الدول القومية أعطى لموضوع السياسات العامة بُعدا إضافيا، تجلّى بحيوية وأهمية هذا الجانب باعتباره هدفا لحماية مصالح المجتمع والأفراد الذين أنابوا الدولة في تأمينها والسهر على استمرارها
ومن هنا كانت السياسات العامة Public policies في الدول تمثل إحدى مظاهر نجاح الدولة أو فشلها في تأمين مبررات وجودها بحسب المفاهيم التي ارتكزت عليها الكثير من الأفكار والمعتقدات والتي أسسّت لسياسة الدولة الرعائية ، الدولة الأم في احتضان مواطنيها وتأمين المسائل الحيوية لبقائهم وكذلك وسائل رفاهتهم أيضا.
لقد أُعطيت الدولة دوراً رئيساً في رسم وتنفيذ السياسات العامة ذلك وفقا للمفاهيم التي سادت في خلال القرنين السابقين، وتراوحت شدة إعطاء الدولة الهامش الواسع بين نظام سياسي وآخر، وحتى بين نظام دستوري وآخر، وتجلّى الاختلاف في مستوى تدخل الدولة وفقاً لطبيعة النظام السياسي والقيم التي يتبناها.


رابعا : بنيان السياسة العامة للدولة :            









                        

ب – العامل التاريخي:        

هو دراسة الماضي .. دراسة التاريخ ليس بها لو.. العامل الجغرافي يحدد العامل التاريخي

ج – العامل السكاني ( الشخصية القومية ) :

هي السمات والصفات المميزة للسكان ( الطيبة – الكرم – المزاج ) وهى تؤثر في السياسة العامة للدولة ( بنيان القيم ) … والشخصية القومية تستوعب العاملين الجغرافي والتاريخي معا …وهو الأمر الذي يؤدى إلى صياغة المفاهيم الخاصة بالسياسة العامة للدولة  

مثال: عقدة الهجوم المفاجئ لدى الأمريكان

          عقدة الأمن لدى الجانب الاسرائيلى

ثانيا: المفاهيم:      

الالتزام القوميالمصلحة القوميةالأمن القومي

   ويلاحظ على المفاهيم ما يلي 

  • تتأتى منهم قرار السياسة العامة ويتحكموا فيه
    • اى قرار يكون  الهدف منه مصلحة الوطن
    • اى قرار يكون الهدف منه مصلحة الأمن القومي
    • اى قرار يكون الهدف منه نابع من الالتزام القومي   ( التزام مصر نحو فلسطين )
    • التوسع في مفهوم الأمن القومي خطر على الحريات ويجب أن يكون مطروحا ومتفق عليه قوميا

مثال : الأمن القومي الامريكى بعد 11 سبتمبر والاعتداء على الآخرين

  • يقصد بالأمن القومي كل ما يندرج تحت بقاء الدولة من عدمه .. الدولة كائن حي
    • المصلحة القومية تتصل في الأذهان بالمقابل
    • قد تتعارض المصلحة القومية مع الأمن القومي فترجح كفة الأمن القومي

(شراء إسرائيل اليورانيوم من مصر )

  • يمكن أن تكون الثلاثة مفاهيم متوحدة مثل النظر والتعامل مع إسرائيل
    • يقع قرار السياسة العامة أعلى المفاهيم وأسفل الأدوات وهناك تناظر بين موقع المفاهيم والأدوات
    • ثالثا : الأدوات :

ويلاحظ على الأدوات ما يلي :

  • أن الأداة العسكرية هي الأداة المتصلة بالبقاء لذا فهي ووظائفها : الردع  والدفاع والهجوم

–    الدفاع عن طريق الردع: مثل المناورات وعمليات حفظ السلام لذا فلها وظيفة دولية

  •   الهدف من الأداة العسكرية هو توازن القوى
    • الأداة الاقتصادية هي الأداة القائمة على المصلحة وكانت تحت سيطرة الدولة ثم ضعفت نتيجة للعولمة
    • الأداة الثقافية والإعلامية ( نظرية الهوية ) : ومهمتها تنفيذ والترويج للسياسة العامة للدولة كالحكمة القائلة ” الكلمات طلقات تدوي في حروب الأفكار”
    • الأداة الدبلوماسية لها وظيفتين:
  • التمثيلية:كرمز للاعتراف الدولي وممثل للشخصية القومية
  • التفاوضية: لها محك الوظيفة التمثيلية والتفاوضية وجهان لعملة واحدة فلا تستطيع أن تتفاوض بدون اعتراف
  • المفاوضات فكرة سلوكية .. بان هناك خيار بين أمرين أو أمور أو مساومة للوصول إلى حل وسط ( التنازل مقابل التنازل ).

ثانيا : الإطار العملى :

نموذج تطبيقي لبينيان السياسة العامة لدولة السودان

**    بنيان السياسة العامة السودانية    **        :

 التعريف بالسودان :

جمهورية السودان تقع في شمال أفريقيا ويعتبر جزء من الشرق الأوسط جغرافيا وسياسيا وهو عضو في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي. السمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافده، يحده من الشرق أثيوبيا وأريتريا ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر ومن الشمال مصر ومن الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى ومن الجنوب دولة جنوب السودان.

يقسم نهر النيل أراضي السودان إلى شطرين شرقي وغربي وينساب نحوه رافديه: النيل الأزرق والنيل الأبيض ليلتقيا في الخرطوم في مشهد طبيعي فريد. ويتوسط السودان حوض وادي النيل الذي يلعب دوراً حيوياً في حياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي علاقاته الخارجية. والخرطوم أو (العاصمة المثلثة) كما تُعرف هي عاصمة السودان وسميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن كبيرة وهي (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري).

 يعتبر السودان مهداً لحضارات عريقة، استوطن فيه الإنسان منذ 5000 سنة قبل الميلاد ، ولشعب السودان تاريخ طويل يمتد منذ العصور القديمة ويتداخل مع تاريخ مصر الفرعونية والتي كان السودان متداخلاً معها سياسياً على مدى فترات طويلة، لاسيما في عهد الأسرة الخامسة والعشرين ( الفراعنة السود) التي حكمت مصر ومن أشهر ملوكها طهراقة وبعنخي. ويقع السودان بين خطي عرض 8.45 درجة و 23.8 درجة شمالاً، وخطي طول 21.49 درجة إلى 38.24 درجة شرقاً، في موقع جيوبولوتيكي مهم بين عدة مناطق إستراتيجية، فهو يشكل بوابة أو مفترق طرق وجسر بين أفريقيا – خاصة منطقة القرن الإفريقي شرقاً ومنطقة الساحل غربا وحتى حوض السنغال، وإفريقيا شمال الصحراء الكبرى ومنطقة البحيرات الكبرى في الوسط – وبينها وبين العالم العربي الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط، وهو بذلك أحد معابر التفاعلات والهجرات والمؤثرات العربية الإسلامية جنوب الغابات الاستوائية في أفريقيا كما أنه ظل وحتى منتصف القرن الماضي الممر الرئيسي لقوافل الحجيج والتجارة من غرب أفريقيا إلى الأرضي المقدسة وشرق أفريقيا.

                       شهد السودان حرباً أهلية استمرت منذ قبيل إعلان الاستقلال في عام 1956م حتى 2005 عدا فترات سلام متقطعة، نتيجة صراعات عميقة بين الحكومة المركزية في شمال السودان (الذي تقطنه أغلبية مسلمة) وحركات متمردة في جنوبه(الذي تسوده الديانة المسيحية والمعتقدات المحلية) وانتهت الحرب الأهلية بالتوقيع اتفاقية السلام الشامل التي وضعت حداً للحرب الأهلية، بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، وأصبح إقليم جنوب السودان يتمتع بحكم ذاتي أعقبه استفتاء عام في عام 2011 حول البقاء موحداً مع السودان أو الانفصال. وجاءت نتيجة الاستفتاء لهذا الخيار الأخير. في عام 1989 م، قاد العميد عمر البشير انقلاباً عسكرياً، أطاح بحكومة مدنية برئاسة الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، وأصبح هو رئيساً لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ، ثم رئيساً للجمهورية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2السياسية الخارجية السودانية الملامح والمحددات:

  • تشهد السياسة الخارجية السودانية تحولاً سياسياً واستراتيجياً كبيراً، نتيجة لالتزامات انفصال الجنوب والاضطرابات التي تشهدها في غرب السودان  “كردفان ” وما يترتب على هذا الاضطرابات  من وحدة أو انفصال للبلاد، كما حدث في انفصال جنوب السودان  .. مما حدا بهذه الاضطرابات بان  تشكل تهديداً جدياً للسياسة الخارجية في أهم أهدافها، وهو حماية الكيان الإقليمي والاستقلالي للدولة.. مما يستدعى تحديد ملامح سياسة خارجية تعظم وتعلي من شأن الوحدة  «الوحدة الجاذبة»، وصياغة خطة عمل دبلوماسية متضمنة أبعاد الوحدة ومتطلباتها ، وإدراك مآلات ما تبقى من الحدود الزمانية «الجداول الزمنية» واستشراف مستقبل الحدود المكانية والجيواستراتيجية التي تترتب على تنفيذها «الوحدة/ الانفصال»، وتسجيلها لأهم الرؤى المستقبلية، موظفين لهذا كافة الموارد، وتخصيص الإمكانات والقدرات العلمية والمهنية والمؤسسية.
  • ·         تعتبر السياسة الخارجية أحد العناصر الرئيسية المكونة للسياسة العامة للدولة، فهي تتضمن اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمن الوطني والكيان الاقليمى للدولة. لذلك تعد السياسة الخارجية للسودان في هذه الفترة أداة رئيسية لتحقيق أهداف السياسة العامة للدولة لاعتبارات التدويل الذي تم لمشكلات البلاد وما يفرضه من التزامات ومتابعات، نتيجة نشوء دولة جديدة في الجنوب، إلى جانب الأبعاد التنموية والأمنية والتضامنية للسياسة الخارجية.
  • ·         وتفرض الظروف الحالية أن تحتل السياسة الخارجية موقعاً مركزياً بالنسبة للسياسة العامة للدولة السودانية، سواء من حيث ميزانيتها، أو العاملين فيها، أو الوقت المخصص لها. فعلى صانعي السياسة الخارجية صياغة إطار وطني وإقليمي يتميز بأقل قدر من التهديد الخارجي، ويمكن من المحافظة على وحدة وسلامة البلاد ويعطيها دوراً إقليمياً رائداً في ظل الاضطرابات التي تشهدها البلاد في دارفور وكردفان ونزاع مسلح مع دولة الجنوب الوليدة ومشكلات تقسيم وترسيم الحدود والمصروفات الإدارية لمرور البترول الجنوبي عبر أراضى السودان وغير ذلك من المشكلات  .. إلى جانب تفعيل  وظيفتها في تنميتها لقدرات البلاد التي تتمتع فيها بنفوذ اقليمى وعالمي كالزراعة والثروة الحيوانية والمعادن، بالإضافة إلى توظيف القدرات لرصد الأدوار والوظائف الجديدة لها، ولتلك التي يؤديها الاعداء في النسق الدولي تجاه البلاد، واستكشاف التنافر والتوافق، وترتيب أولوياتها، مما يوضح الثابت والمتغير منها، ويساعد على توجيه وتخصيص الموارد المادية المناسبة لانجازها، واستخدامها بايجابية حسب أولويات ومحاور السياسة الخارجية وأهدافها. خاصة في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية، ومستقبل واردات النفط في البلاد.   
  • ** الأسس التي يقوم عليها بنيان السياسة العامة السودانية **

**  أولا العوامل  **

أ – العامل الجغرافي ( الخصائص الجغرافية )  :

1     ) الموقع:

          من الناحية الجغرافية يقع السودان في شرق أفريقيا ويحتل مساحة قدرها 1,865,813 كيلو متر مربع وهو بذلك ثاني أكبر بلد في أفريقيا بعد الجزائر، والثالث في العالم العربي بعد الجزائر والمملكة العربية السعودية، والسادس عشر على نطاق العالم (كان الأكبر مساحة في العالم العربي وأفريقيا قبل انفصال الجنوب في عام 2011، العاشر عالمياً، بمساحة قدرها 2 مليون كيلو متر مربع تقريبا). ويقع السودان بين خطي عرض 8.45 درجة و 23.8 درجة شمالاً، وخطي طول 21.49 درجة إلى 38.24 درجة شرقاً، ويجاور السودان  سبع  دول أفريقية لها حدود مشتركة معه وهى : مصر ،ليبيا، تشاد،  جنوب السودان ،أثيوبيا ،أرتريا . أفريقيا الوسطى ويجاور السودان كذلك  المملكة العربية السعودية عبر البحر الأحمر الذي يمثل المنفذ البحري الوحيد للسودان, وتقع عليه الموانئ البحرية للبلاد والتي تمثل معبراً لعدد من الدول الأفريقية المجاورة

** المناخ:

 يتدرج مناخ السودان من مناخ شبه صحراوي جاف في شمال البلاد  إلى مناخ سافنا متوسط الأمطار في وسط البلاد إلى مناخ استوائي غزير الأمطار في جنوب البلاد حيث تتراوح درجات الحرارة بين 45 درجة كأعلى درجة في الصيف إلى 6 درجات مئوية كأدنى درجة في الشتاء. 

** التضاريس:

أراضي السودان بشكل عام عبارة عن سهل رسوبي منبسط ينحدر قليلاً من الشرق والغرب نحو الوسط وتتنوع تضاريس السودان على النحو التالي :

* سهول غرينية في الوسط كسهول الجزيرة             * سلسلة تلال التوائية في الشرق والشمال الشرقي مثل تلال البحر الأحمر، وجبال النوبة في كردفان وجبال الإنقسنا في ولاية النيل الأزرق

* جبال بركانية منعزلة في أقصى الغرب والشرق مثل جبل مرة في دارفور وجبال التاكا وجبل توتيل في ولاية كسلا

* تشق أراضي السودان أنهار ووديان وخيران وروافد مائية عديدة، موسمية ودائمة، أشهرها نهر النيل الذي يشكل أهم ظاهرة جيمورفولوجية في السودان إذ يمتد إلى حوالي 1700 كيلومتر من الجنوب إلى الشمال كما يغطي حوض النيل وروافده في السودان حوالي 2.5 مليون هكتار  ويشمل ذلك الغابات والمراعي وتبلغ المساحة الإجمالية للغابات والمراعي في السودان نحو 121.8 مليون هكتار، منها حوالي 71 مليون هكتار للغابات، أي ما يعادل 28% من مساحة السودان الكلية.

2)– الموضع:

  • يقدر تعداد سكان السودان طبقا لإحصاء عام   2009  حوالي  34  مليون نسمة حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء. ويعمل 69%من السكان في الزراعة فيما يمارس الباقون أنشطة أخرى مختلفة .
  • تمثل الزراعة القطاع الرئيسي للاقتصاد السوداني وسميت البلاد (سلة غذاء العالم) ومعظم الصادرات السودانية تتكون من المنتجات الزراعية مثل القطن، الصمغ العربي، الحبوب الزيتية واللحوم. بالإضافة للخضروات والفاكهة التي تصدر للدول الأفريقية والعربية 
  • يشغل قطاع الثروة الحيوانية المرتبة الثانية في الاقتصاد السوداني من حيث الأهمية إذ يمتلك السودان أكثر من 130 مليون رأس من الماشية
  • تركز الصناعة في السودان في الصناعات التحويلية والتي تعتمد على المنتجات الزراعية حيث تزدهر كل من صناعة النسيج والسكر والزيوت وترتكز حاليا على فتح الاستثمار في مجال النفط
  • الناتج الاجمالى المحلى طبقا لتقديرات عام 2009م حوالي 58.029 مليار دولار
  • مؤشر التنمية البشرية لعام 2007 كان المتوسط105

* وقد اثر هذا العامل في بينان السياسة العامة من حيث:

  •  جعل السودان يقع في موقع جيوبولوتيكي مهم بين عدة مناطق إستراتيجية، فهو يشكل بوابة أو مفترق طرق وجسر بين أفريقيا – خاصة منطقة القرن الإفريقي شرقاً ومنطقة الساحل غربا وحتى حوض السنغال، وإفريقيا شمال الصحراء الكبرى ومنطقة البحيرات الكبرى في الوسط – وبينها وبين العالم العربي الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط،
  • ·        تعتبر بذلك أحد معابر التفاعلات والهجرات والمؤثرات العربية الإسلامية جنوب الغابات الاستوائية في أفريقيا كما أنه ظل وحتى منتصف القرن الماضي الممر الرئيسي لقوافل الحجيج والتجارة من غرب أفريقيا إلى الأرضي المقدسة وشرق أفريقيا
  • موقع السودان الجغرافي يتميز بأنه يقع في محيط إقليمي يعاني من الانفجار السكاني ( مصر + أثيوبيا) وقلة الموارد والفقر ( أثيوبيا اريتريا ـ تشاد … الخ ). كما تعاني معظم دول الجوار معه من مشاكل اقتصادية، سياسية، اجتماعية وعدم استقرار ظل يتأثر به سلباً وإيجاباً
  • وفر الموقع الممتاز للسودان مساحات شاسعة من الاراضى والمياه والموارد الطبيعية من غابات السافانا وغيرها من الثروات الحيوانية والمراعى مما ساهم في قيام نهضة صناعية مستحدثة نسبيا ونهضة زراعية  كما أن الموقع المتسع ووفرة المياه جعلت 69%من السكان تعمل بالزراعة .. كما أن سواحلها الممتدة على البحر الأحمر سهلت لها طرق المواصلات البحرية الدولية وجعلها منفذا للعديد من الدول الإفريقية
  • كما ساهم نهر النيل في تقوية الرابط بين دول الحوض خاصة السودان ومصر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 ب – العامل التاريخي:

  • أقترن ذكر بلاد السودان منذ قرون بعيدة بذلك النطاق الواسع من الأرض الذي يقع مباشرة جنوب مصر. وكان قدماء المصريين يطلقون اسم تانهسو على المنطقة التي تقع جنوب مصر ويعنون بهذا اللفظ بلاد السود .كان قدماء المؤرخين العرب قد ترجموا اللفظ الإغريقي إثيوبيا إلى بلاد السودان ، وتحت اسم السودان جمع قدماء المؤرخين العرب جميع الشعوب القاطنة جنوب الصحراء الكبرى مثل تكرور وغانة وصنهاجة وغيرهم . و تعني (بلاد السودان)، بلاد الشجعان وكان يستخدم بصفة عامة لكل بلاد الزنوج. جاء في مقدمة ابن خلدون بأن كلمة (السودان) كلمة مرادفة للزنوج. . يعود تاريخ إنسان السودان إلى العصر الحجري (8000ق م – 3200 ق م). وكان سكان الخرطوم القديمة، يعيشون على صيد الأسماك والحيوانات بجانب جمع الثمار، أمـا سكان المنطقة التي تقع فيها حالياً (الشهيناب) الواقعة على الضفة الغربية للنيل فكانوا يمارسون حرفة الصيد وصناعة الفخار .تعتبر مملكة كوش النوبية أقدم الممالك السودانية، حيث ظهرت فيها اللغة الكوشية كلغة تفاهم بين الكوشيين قبل ظهور الكتابة المروية . وكانت مروي عاصمة للسودان في الفترة ما بين القرن السادس قبل الميلاد والقرن الرابع الميلادي، وازدهرت فيها تجارة الصمغ والعاج والبخور والذهب مع شبه الجزيرة العربية وبين موانئ السودان والحبشة.اندثرت حضارة النوبة الفرعونية لتقوم مكانها عدة ممالك مسيحية بلغ عددها في القرن السادس الميلادي حوالي 60 مملكة، أبرزها مملكة نبتة (Nobatia باللغات اللاتينية) في الشمال وعاصمتها فرس،دخل الإسلام إلى السودان بصورة رسمية في عهد الخليفة عثمان بن عفان، ووالي مصر عمرو بن العاص، كما تدل الوثائق القديمة ومن بينها اتفاقية البقط التي ابرمها المسلمون بقيادة عبد الله بن أبي السرح والي الصعيد مع النوبة في سنة 31 هجرية لتأمين التجارة بين مصر والسودان، والاعتناء بمسجد دنقلا، ومن المشهود أن جماعات عربية كثيرة هاجرت إلى السودان واستقرت في مناطق البداوة في أواسط السودان وغربه ونشرت معها الثقافة العربية الإسلامية .في سنة 1821 أرسل محمد علي باشا خديوي مصر العثماني حملة عسكرية لاحتلال السودان بهدف جمع المال والرجال لتوسيع رقعة ملكه. وشكل السودانيون في عام 1938 م، مؤتمر الخريجين الذي نادي بتصفية الاستعمار في السودان ومنح السودانيين حق تقرير مصيرهم. وفي عام 1955 م، بدأت المفاوضات بين حكومتي الحكم الثنائي إنجلترا ومصر بشأن تشكيل لجنة دولية تشرف على تقرير المصير في السودان وفى عام 1956 أعلن استقلال السودان ثم بدأت الاضطرابات بعد هذا التاريخ بعصيان في الجنوب وحروب أهلية أدت في النهاية إلى انفصال جنوب السودان كدولة مستقلة عام 2011 كدولة مستقلة .وما زال الغرب والشرق السودانيين يشهدان اضطرابات ومواجهات ودعوات انفصالية

وقد اثر هذا العامل التاريخي متأثرا بالموقع الجغرافي في بنيان السياسة العامة السودانية فيما يلي :

  • اثر العامل الجغرافي على العامل التاريخي..فالموقع الجغرافي للسودان جعلها امتدادا للعالم العربي وحلقة الوصل مع الدول الإفريقية كذلك اثر العامل التاريخي والجغرافي للسودان على بنيان السياسة العامة فهناك  مساحات شاسعة من الاراضى والتضاريس المختلفة  وتعاقب ممالك وهجرات عربية وقبلها هجرات افريقية جعلك هناك عرقيات مختلفة لذا فدولة السودان وطن جامع تأتلف فيه الأعراق والثقافات وتتسامح الديانات، والإسلام دين غالب السكان، وللمسيحية والمعتقدات العرفية أتباع معتبرون .( مادة واحد من الدستور )كما اثر العامل التاريخي خاصة بعد الهجرات العربية ودخول الشعب السوداني في الإسلام في جعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية في جمهورية السودان، وتسمح الدولة بتطوير اللغات المحلية والعالمية الأخرى ( المادة 3 من الدستور )كما أن البعد الجغرافي والتاريخي لجمهورية السوداني جعل بنيان السياسة العامة لها له توجه اسلامى عربي افريقى  ( مراجعة المواد 10 -16-18 من الدستور )

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ج – العامل السكاني ( الشخصية القومية ) :

السمات الاجتماعية والثقافية:

أ‌– العقيدة:

الإسلام هو دين الأغلبية في السودان و يدين به 96 % من السكان في ولايات السودان المختلفة، وأغلبهم يتبع مذاهب السنة وبشكل خاص المذهب المالكي. يليه الدين المسيحي والذي ينتشر بصفة خاصة في  مدن مثل الخرطوم والقضارف والأبيض. كما توجد معتقدات أخرى بنسب ضئيلة .

ب- اللغة:

 اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة وهى السائدة في مناطق السودان المختلفة، كما يتم التعامل باللغة الانجليزية في بعض المجالات العلمية والرسمية ومجال الأعمال.أضافه إلى بعض اللهجات المحلية المتنوعة التي تصل إلى أكثر من 300 لهجة

ج‌- النسيج الاجتماعي:

السودانيون هم مجموعات من القبائل العربية والأفريقية والنوبية والبجا مع وجود أقليات تركية ومصرية وليبية وغجرية (حلب)وأثيوبية وأريتيرية وهندية وتمثل 600 عرقية وقبيلة مختلفة ويبلغ عدد السكان: 33.419.625 نسمة و عدد السكان مقارنة بدول العالم: الترتيب 35 عالمياً، 3 عربياً، 9 أفريقيا وتمثل  الزيادة في عدد السكان بين إحصاء عامي (1993 -2008م): 52%  وتوجد بالسودان ثلاثة مجموعات عرقية أساسية:-

 – المجموعات العربية : ويقطنون المناطق الشمالية والوسطى وجانب من شرق وشمال السودان ويمثلون الغالبية من           مجموعة السكان.

–  المجموعات الزنجية والأفريقية وتعيش في جنوب وبعض مناطق غرب شمال السودان.

– قبائل البجة وتقطن شرق السودان .

– يتميز السودان بتنوع قبلي وثقافي وتقدر عدد القبائل السودانية ب 957 قبيلة تتحدث 115 لهجة محلية.

– هناك العديد من المظاهر السلوكية والفكرية الايجابية التي تميز الشخصية السودانية كالشجاعة والكرم والتضامن.. هذه المظاهر مصدرها القيم الحضارية التي تكتسبها هذه الشخصية من خلال علاقات انتمائها الاجتماعية والحضارية المتعددة، فهي ملازمة لنمو المجتمع السوداني، وفي ظله فان كل جيل يرث هذه القيم الحضارية ثم يطورها وينميها.

وقد اثر العامل السكاني على بنيان السياسة العامة في النواحي الآتية:

  • تضافرت العوامل الثلاثة ( جغرافي – تاريخي – سكاني ) في جعل الصفات المميزة للشعب السوداني هي العادات والتقاليد الإسلامية والعربية وقليل من العادات الإفريقية في جنوبه
    • الأرض في السودان التي تشكل ركيزة العمل الأساسية في مجتمع زراعي رعوي،
    • الشخصية السودانية ذات علاقات انتماء متعددة: إسلامية عربية افريقية زنجية نوبية وذلك لتعدد العرقيات والقبليات في السودان
    • للشخصية السودانية انتماءات قبليه متعددة، ويكاد يكون لكل قبيلة تقاليد خاصة ولكل منطقه جغرافيه تقاليد خاصة ،دون أن يحتج به على التكوين الحضاري المشترك
    • يعانى المجتمع السوداني من التخلف الاقتصادي المتمثل في عجزه عن الاستغلال الأمثل لموارده المادية والبشرية المتاحة له لإشباع حاجاته المادية والمعنوية المتجددة.حيث كان الاقتصاد السوداني عبارة عن اقتصاد قبلي جماعي بسيط مكتفى بذاته غير مستند إلي العلم أو التقنية..
    • اللغة المشتركة للجماعات القبلية والشعوبية السودانية هي اللغة العربية، فهي لغتها القومية، وأنه بدخول الإسلام أصبحت هي لغة الحياة لكثير من هذه الجماعات القبلية.
    • نظرا لتعدد العرقيات وعدم قدرة النظام الحاكم على تفعيل الانتماء وسياسة الوحدة وعدم تحقيق نهضة اقتصادية تشمل جميع أبناء الوطن وضعف الاستغلال الأمثل للموارد أدى ذلك إلى قيام  حركات تمرد ومطالبات بالانفصال كما حدث في جنوب السودان والتي انفصلت رسميا في 2011م وتستمر حركات التمرد في دارفور وكردفان
    • ظهرت الشخصية القومية السودانية متأثرة بفعل العاملين الجغرافي والسكاني في الدستور الرسمي للبلاد الذي أشار في مادته الأولى إلى أن السودان وطن جامع تأتلف فيه الأعراق والثقافات وتتسامح الديانات، والإسلام دين غالب السكان،وللمسيحية والمعتقدات العرفية أتباع معتبرون.

         وأشارت المادة الثانية من الدستور إلى أن السودان جمهورية اتحادية تحكم في سلطانها الأعلى على أساس النظام الاتحادي، الذي يرسمه الدستور مركزا قوميا وأطراً ولائية، وتدار في قاعدة الحكم المحلي وفق القانون، وذلك تأميناً للمشاركة الشعبية والشورى  والتعبئة، وتوفيرًا للعدالة في اقتسام السلطة والثروة وكذلك المادة رقم 3 و9 و18 والتي أشارت إلى عامل الدين في رسم السياسة العامة للدولة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 **ثانيا : المفاهيم   ** :

     وهى التي تحدد أهداف السياسية العامة  وتنقسم المفاهيم إلى  ( مفهوم الأمن القومي – مفهوم المصلحة القومية – مفهوم الالتزام القومي  ) وفيما يلي التطبيق على الدولة السودانية .

مفهوم الأمن القومي السوداني :

   ويقصد بالأمن القومي كل ما يندرج تحت بقاء الدولة من عدمه . والأمن القومي هو الذي تتأتى منه قرار السياسة العامة وهو الذي يتحكم فيه ويتولى جهاز الأمن الوطني والاستخباراتى  السوداني مسئولية الحفاظ على الأمن القومي ويعاونه في ذلك كافة الجهات الحكومية المنوطة كالإعلام والشرطة والأجهزة التنفيذية لتحقيق الهدف الأسمى وهو  المحافظة على وحدة وسلامة البلاد  من اى تهديد داخلي أو خارجي .

المخاطر التي تهدد الأمن القومي السوداني:

يرى الإستراتيجيون السودانيون أن الأمن  السوداني لا زال يواجه خطرين رئيسيين  الأول يتمثل في المخاطر الخارجية الآنية وكمايلى:-

     *  التهديد الأسرائيلى و الأمريكي من خلال دولة الجنوب .

      *   تهديد دولة الجنوب و احتمال قيامها و بمساعدة دول أخرى بشن حرب ذات أهداف محددة من اجل تحقيق             أهداف   و أجندة غربية ، أو خلق ظروف تمكن من تحقيق أهداف سياسية لدولة الجنوب و بعض الدول                الأخرى أو لتغيير  النظام الحاكم .

   *    احتمال حدوث تغييرات سياسية مفاجئة في الدول الأفريقية المجاورة للسودان بشكل يعرض امن السودان للخطر

المخاطر الداخلية:

1- وهى تتعلق بدولة جنوب السودان و خطر تسرب السكان إلى داخل السودان و تحولهم إلى قوة لدعم المعارضة و إحداث الفوضى و عدم الاستقرار .

2- الوجود الأجنبي و شبكات العملاء و الجواسيس من الدول المجاورة .

3- العمل على تكييف الحدود بحيث تصبح آمنة ومرنة يمكن الدفاع عنها و الصمود فيها لمدة طويلة وتعويض خسائر اى أراضى حدودية بعمليات في العمق .

4- تحقيق الإجماع الوطني على القرارات السياسية و العسكرية و الأمنية المتعلقة بقضايا الحرب و السلام وإرهاب الحركات المسلحة و القضايا العالقة.

وقد اثر هذا المفهوم على السياسة العامة السودانية فيما يلي :

  1. أن المحافظة على وحدة وسلامة ارض السودان خط احمر والمهمة الأولى للأمن القومي السوداني وقد ظهر هذا في تسخير كافي مؤسسات الدولة لخدمة هذا الهدف وخاصة في ظل تهديدات الدولة الوليدة جنوب السودان مدعومة من قوى خارجية أجنبية
  2. أن الأمن القومي السوداني هو جزء لا يتجزءا من الأمن القومي العربي باعتبار أن السودان جزء من الأمة العربية الإسلامية

       ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2– مفهوم المصلحة القومية السودانية :

تتمثل المصلحة القومية السودانية في المحافظة على سيادة الدولة ووحدتها واستمراريتها  وبالنهوض بالسودان اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لتكون في مصاف الدول المتقدمة والوقوف بحزم لكل عمل تخريبي أو تمرد يهدف إلى تقسيم السودان أو النيل منه ومنع القوى الخارجية الدولية من العبث بأمن السودان كما تهدف المصلحة القومية السودانية إلى حل الخلافات الداخلية وتعميق روح الوحدة والانتماء وتحقيق التقارب مع دول الجوار والعمل على تعميق التقارب العربي والافريقى بما يخدم المصلحة القومية السودانية . وفى سبيل تحقيق هذه المصلحة القومية رسمت السياسة العامة السودانية خطوط عريضة لتحقيق هذه المصلحة منها تقريب وجهات النظر مع دول الجوار والترويج لسياسيتها إعلاميا على الصعيد الدولى وعقد اتفاقيات ثنائية أو جماعية على الصعيدين العسكري أو الاقتصادي  وسن القوانين الجاذبة للاستثمار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3- الالتزام القومي السوداني :

  • الالتزام بالحفاظ على سيادة البلاد وكرامتها و وحدة أراضيها  وبعدم تعريض المصالح القومية للخطر،
    • الالتزام بالمحافظة على الهوية العربية والإسلامية للسودان وبتحقيق التقارب الاقليمى على الصعيدين الاسلامى والعربي
    • الالتزام بتحقيق النهضة الشاملة في السودان
    • نصت المادة 35 من الدستور السوداني على مجموعة من الالتزامات هي

 أ – الولاء لجمهورية السودان لا لعدو لها،             ب- الدفاع عن الوطن وتلبية نداء الجهاد والخدمة الوطنية،

 ج-احترام الدستور والقانون وتوقير المؤسسات الشرعية والطاعة لها التزاماً بالتكاليف القانونية المالية والعملية،

د-المحافظة على المال العام والممتلكات والمرافق العامة ودرء الفساد والتخريب، ه- اجتهاد الرأي وإبداء النصح

العام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و- رعاية حرمات المجتمع ومصالحه العامة، وحفظ البيئة الطاهرة

والأخلاق الحميدة والعدالة،

ز- السعي إلى مناشط الكسب والنهضة العامة، والتعاون على البر والتشارك في

فريضة الإنتاج الوطني. ح- ممارسة الحقوق والحريات المكفولة له في ترشيد العمل العام واختيار القيادات

للمجتمع والدولة.

  1. واجبات المواطن التزام عام يرعاه الضمير والمجتمع المراقب، وهي مصدر للسياسات وللتشريعات التي قد يترتب عليها التزام قانوني مضمون بالجزاء.
  2. ونصت المادة 40 من الدستور السوداني على التزام رئيس الجمهورية وهو :

المادة 40 : قسم تولي رئاسة الجمهورية

 (أقسم بالله العظيم،أن أتولى رئاسة الجمهورية، في عبادة الله وطاعته، مؤدياً لواجباتي بجد وأمانة، وعاملاً لنهضة البلاد وتقدمها،متجرداً من كل عصبية أو هوى شخصي، وأقسم بالله العظيم، أن أحترم الدستور والقانون وإجماع الرأي العام،وأن أتقبل الشورى والنصيحة، والله على ما أقول شهيد).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** ثالثا الأدوات ** :

وهى أدوات تنفيذ السياسة العامة للدولة وتشمل

1- الأداة العسكرية

الجيش السوداني :

يتمتع بخبرة قتالية وتنظيمية وتدريبية طويلة منذ إنشائه في العام 1925 وشاركت وحدات منه في الحرب العالمية الثانية، وله عقيدة قتالية تقوم على أساس الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته ووحدته الوطنية ويقوم بمهام مدنية تتمثل في تقديم المساعدات أثناء الكوارث الطبيعية وحفظ الأمن في حالة الأوضاع الأمنية المضطربة.سن الخدمة العسكرية 18 عام.

لم يكن الجيش السوداني غائباً عن المسرح السياسي حيث استولى على السلطة في السودان أربع مرات

لعب الجيش السوداني أدواراً إقليمية ودولية ضمن قوات حفظ السلام أو بالمشاركات في الحروب العالمية أو الإقليمية

من الناحية التنظيمية تتكون القوات المسلحة السودانية من ستة قيادات إقليمية

تولى جامعة كرري للتقانة العسكرية (الكلية الحربية) في بلدة وادي سيدنا مهمة التدريب والتعليم للطلبة الحربيين السودانيين ولطلبة حربيين من بلدان أخرى عربية وأفريقية .

تقوم القوات المسلحة السودانية بإنتاج عدد كبير من أسلحتها بنفسها عبر هيئة التصنيع الحربي تشمل صناعات حربية خفيفة كالذخائر والمدافع الرشاشة مثل (الكرار والخواض)و صناعات ثقيلة كالمركبات المصفحة والراجمات وغيرها

فروع القوات المسلحة السودانيةعدد الأفرادتاريخ تأسيس
الجيش109,3001954
الاحتياطي85,0001954
السلاح الجوي السوداني13,0001958
القوات البحرية السودانية42,0001960
الدفاع الشعبي17,5001992
* المجموع211,800
  •  

الأداة العسكرية وبنيان السياسة العامة السودانية :

  • هي الأداة المتصلة بالبقاء وظيفتها الردع والدفاع والهجوم  وتهدف إلى تحقيق توازن  القوى لذا حرص النظام السوداني على تدعيم وتقوية قواته المسلحة تحقيقا للهدف الاسمي للسياسة العامة وهو الحفاظ على امن وسلام الدولة وسيادتها وحدة الأرض خاصة في ظل الاضطرابات المتكررة في الداخل السوداني والتهديدات الخارجية من دولة جنوب السودان مدعومة بدعم قوى خارجية  وقد نجحت القوات المسلحة السودانية بالفعل في مهمتها وتم تحرير اقليم ( هيجلج ) النفطي بعد احتلاله من قبل جنوب السودان .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2- الأداة الاقتصادية

يعتبر السودان من الأقطار الشاسعة والغنية بالموارد الطبيعية ممثلة في الأراضي الزراعية الخصبة، الثروة الحيوانية والمعدنية، الغابات والثروة السمكية والمياه الوفيرة. ويعتمد السودان اعتمادا رئيسيا على الزراعة حيث تمثل 80% من نشاط السكان إضافة للصناعة خاصة الصناعات التي تعتمد على الزراعة. وفيما يلي وصف للاقتصاد السوداني :

  1. يمتلك السودان أكثر من 130 مليون رأس من الماشية
  2. يتمتع السودان بحوالي 46% من إجمالي الأراضي العربية الصالحة للزراعة البالغة مساحتها 471 مليون فدان تقريباً،
  3. يعتبر السودان أول دولة عربية منتجة للإيثانول، وقد بلغ إنتاجه حوالي 30 مليون لتر (عام 2011 م) غطى الطلب المحلي وتم تصدير جزء منه إلى دول الإتحاد الأوروبي والدول العربية.
  4. كما انتعشت في السودان عدة صناعات خفيفة وثقيلة مثل صناعة تجميع السيارات بمصنع جياد بولاية الجزيرة وصناعة الطائرات في منطقة كرري وصناعة الحديد الصلب وكثير من الصناعات الخفيفة الأخرى
  5. بلغ حجم إجمالي عائدات الصادرات السودانية لعام 2010 م، حوالي 10,29 مليار دولار أمريكي. وتعتبر الصين حسب تقديرات 2010، من أكبر المستوردين للسلع السودانية المصدرة (بنسبة مئوية قدرها 68,3 %) تليها اليابان (12,6%)، فالهند (5,8%).
  6. تتنوع مصادر المياه في السودان بتنوع تضاريسه ومناخاته، وتتكون الموارد المائية في السودان من مياه الأنهار ومياه الأمطار والمياه السطحية والمياه الجوفية.وقد ساهمت هذه المياه في توليد الكهرباء  فإن إنتاج السودان وصل في عام 2010 م، إلى حوالي 4,314 كيلو وات في الساعة، بينما بلغ استهلاك الكهرباء حوالي 3,438 كيلو وات في الساعة

إحصائيات اقتصادية :

  • اجمالى الناتج المحلى طبقا لتقديرات عام 2011 مقوما بسعر الصرف بالدولار حوالي 63.3 مليون دولار
    • بلغ الاستثمار نسبة  %23.7 من اجمالى الناتج المحلى
    • بلغ الدين العام طبقا لتقديرات عام 2011 معدل قدره  100.8 %
    • متوسط دخل الفرد طبقا لتقديرات عام 2011 بلغ 3000 دولار سنويا
    • معدل التضخم طبقا لعام 2011 بلغ  15.8 %
    • بلغ معدل البطالة لعام 2011 مستوى 18.7 %

ملاحظات:

  • تعتبر السودان ضمن أفقر  احد عشر دول في العالم بالرغم من تمتعه بالموارد الطبيعية والثروات الحيوانية ويرجع ذلك سوء أدارة الاقتصاد وضعف التخطيط واختلال هيكل الصادرات
    • يرجع ضعف الاقتصاد السوداني إلى الحروب الأهلية والاضطرابات وخوف المستثمرين الأجانب من الاستثمار في السودان وحاليا بعد احتلال اقليم هيجلج النفطي وتدمير معظمة توجد  توقعات من قبل صندوق النقد الدولي بأن ينكمش الاقتصاد السوداني خلال العام الجاري بنسبة تصل إلى حوالي 7.3 % قبل أن تتراجع حدة الانكماش إلى 1.5 % في عام 2013، ويفسر هذا الانكماش الكبير بفقدان السودان صيف العام الماضي نسبة تصل إلى 75 % من إنتاجها النفطي بعد انفصال جوبا

الأداة الاقتصادية وبنيان السياسة العامة :

نجد أن السياسة العامة السودانية تسعى حاليا لتدعيم اقتصادها بتنبى سياسات الرأسمالية وتشجيع الاستثمار المحلى والدولي وتنويع الصناعات وفتح أسواق جديدة وعمل خطة ترويجية للمنتجات السودانية خاصة في قطاع الحاصلات الزراعية والصناعات التحويلية القائمة عليها لتعويض المكاسب التي حققها قطاع البترول والتي فقدها السودان بانفصال جنوبه عنه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                           3 – الأداة الثقافية والإعلامية

       تعتبر الأداة الثقافية والإعلامية من أهم أدوات تنفيذ السياسة العامة للدولة ومهمتها الترويج وتنفيذ السياسات               العامة للدولة كالحكمة القائلة ” الكلمات طلقات تدوي في حروب الأفكار

  • بدأت الحركة الثقافية الحديثة في السودان في بداية القرن العشرين, حيث بدأ خريجي المدارس “و كلية غردون التي أصبحت جامعة الخرطوم لاحقا” في تكوين بعض التجمعات الثقافية المتفرقة, بالتزامن مع الحركة الفنية, حيث ظهر العديد من الشعراء والكتاب المثقفين الذين أثروا بشكل كبير في مسيرة الثقافة السودانية.
  • بعد استقلال السودان في العام 1956 م بدأت الحركة الثقافية النشيطة في السودان خاصة بعد ظهور الإذاعة السودانية “هنا أمدرمان” ومن ثم تلفزيون السودان من أمدرمان عاصمة الثقافة والتاريخ السوداني الحديث.’ لاننسي عمليا  اثر الحراك السياسي والاجتماعي في المكون الثقافي للامه..لقد أحدثت التحولات السياسية والاجتماعية لدولة الفونج أثرا كبيرا في الثقافة السودانية فقد تشكلت ملامح الثقافة السودانية الحديثة منذ

        ذاك الحين.

  • تؤثر الثقافة القبلية بشكل كبير على غالبية أهل السودان, ويتداخل العالم القبلي في أغلب الممارسات اليومية والاجتماعية والزواج, بحيث يكون للخلفية القبلية الأولية في هذه العادات الاجتماعية
  • بالرغم من تعدد اللغات والثقافات في السودان، إلا أن الأدب المكتوب يكاد ينحصر على اللغة العربية الفصحى واللهجة العربية السودانية، حيث نشأت وتطورت حركة أدبية تضاهي مثيلاتها في العالم العربي خاصة في كتابة الشعر والقصة القصيرة والنقد والترجمة. وبرزت أسماء لامعة مثل الطيب صالح الذي لقب مؤخراً بعبقري الرواية العربية.

الإعلام السوداني:

تم إنشاء الإعلام السوداني بداية من الصحف ثم الإذاعة السودانية عام 1934م ثم التلفزيون عام1962م تم تكوين وزراه الإعلام السودانية عام 2005 بعد أن كانت تسمى ب وزارة الثقافة والإعلام سابقا

ومن أهم الأجهزة الإعلامية ( التليفزيون السوداني – الصحف القومية والمستقلة كمركز أخبار السودان – الإذاعة السودانية ..الخ )

دور الأداة الثقافية والإعلامية في تنفيذ السياسة العامة السودانية :

  • قامت الصحف السودانية بتسليط الضوء علي بؤر النزاعات في السودان والعمل علي إيجاد الحلول قبل تفاقمها.
  • كان للإعلام السوداني دور كبير في الحفاظ على مقومات الأمن القومي ويتمثل ذلك في التعامل الجدي مع مهددات الأمن القومي السوداني من خلال ما يطرحه من قضايا متنوعة تمس الأمن القومي والجريمة وتنمية الشعور الوطني بالانتماء والحب للوطن
  • وجهت الحكومة السودانية الإعلام والثقافة السودانية لخدمة أهداف السياسة العامة السودانية وهى العمل على تعميق شعور الانتماء للوطن الواحد ونبذ العرقيات والعمل على النهوض بالسودان الواحد ودفع عجلة التنمية الشاملة
  • كما وجهت الدولة السياسة الثقافية لتحقيق الغايات القومية لتلك الدولة و في مقدمتها بناء الشخصية القومية المتصالحة و المتعايشة مع غيرها في حقل الاجتماع السوداني، وفي مجال المصالح الدفاعية و الاقتصادية والعقائدية، وان تضفي معاني حضارية في السلوك والرؤى وتعزيز الانتماء الوطني لمواطنيها.

     ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4- الأداة الدبلوماسية

     على المستوى العملي عرفت الدبلوماسية السودانية منذ نشأتها بالتميز، بين الدبلوماسية السودانية وبين السياسة الخارجية السودانية كما أنها تعرضت في فترات معينة لمرحلة تدهور ، ومن أهم نجاحات الدبلوماسية تصديها  لأشرس حملة في تاريخها الحديث ،عن اتهامات الإرهاب، حقوق الإنسان، الاضطهاد الديني ، التطهير العرقي، الترحيل القسري….ونجحت عبر المنابر الإقليمية في رفع العقوبات الأممية..فكانت خط الدفاع الأول عن الأمن القومي ، واستطاعت أن تحدث تحولات ملموسة في توجهات السياسة الخارجية التي أصبحت تنحوا للواقعية والموضوعية وإذا تحدثنا عن أهم وظائف الدبلوماسية التمثلية والتفاوضية نجد ما يلي

على المستوى التمثيلي :

  • وسعت جمهورية السودان  تمثيلها الدبلوماسي  على المستوى الافقى والراسي فأصبح لها سفارات وقنصليات تمثلها دوليا في معظم دول العالم  وتعمل على تقوية الروابط وأوجه التعاون بين الدول المعتمدين بها والسودان
  • السودان من الدول المؤسسة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وله دور فاعل فيها خدمة لقضايا الأمة الإسلامية.
  • شارك السودان في كل دورات الأمم المتحدة على المستوى الرئاسي والوزاري
  • ـ السودان عضو في مجموعة الدول الأفريقية الكاريبية الباسيفيكية المنبثقة عن الاتحاد الاوربى.
  • السودان عضو فاعل في مجموعة عدم الانحياز
  • السودان عضو جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقى وهو أيضا من الدول المؤسسة لمنظمة السوق المشتركة لدول وسط وشرق أفريقيا ( الكوميسا  ( وأيضا من مؤسسي اتحاد الساحل والصحراء

على الصعيد التفاوضي :

  •  على صعيد العلاقات السودانية بالدول العربية فقد استطاعت الدبلوماسية السودانية أن تكسر حاجز الجمود في العلاقات بعد حرب الخليج الثانية.
  • أولت ثورة الإنقاذ الوطني اهتماماً خاصاً بمحيط السودان الأفريقي وبذلت جهوداً دبلوماسية جبارة لتعزيز علاقات السودان الأفريقية
  • أثمرت الجهود الدبلوماسية عن رفع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على السودان بدعوى رعايته للإرهاب منذ 1996 م وقد صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 372 م لسنة 2001م الذي تم بمقتضاه رفع العقوبات المفروضة على السودان.
  • أ علن السودان عن رفضه لقرار المحكمة الجنائية الدولية، القاضي بإيقاف الرئيس عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وقرر عدم التعاون معها بسبب أن السودان ليس طرفا في اتفاقية إنشائها وأن القرار قرار سياسي بالدرجة الأولى. وعلى ضوء هذه المعطيات بدأت الدبلوماسية السودانية تتحرك من أجل احتواء قرار الجنائية الدولية ، وشمل ذلك إجراء عدد من المشاورات وتوضيح الموقف الرسمي من خلال المحيط العربي والأفريقي ثم على مستوى العالم الإسلامي وكذلك على مستوى مجموعة الـ77 والمجموعة الأفريقية الكاريبية الباسيفيكية، وكانت النتائج ايجابية، فقد اتسع نطاق رفض قرار الجنائية الدولية ليضم العديد من الدول والتنظيمات والتجمعات الإقليمية الفاعلة ، والصورة أوضح ما تكون على مستوى الرأي العام الدولي .
  • يرى البعض أن السودان فشل في تحقيق الوئام مع جنوب السودان وفشل في تفاوضه معها في تحقيق الوحدة معها في إطار السودان الموحد والذي انتهى بانفصال الجنوب
  • نجحت الدبلوماسية السودانية في كسب التايد الدولى لها بعد احتلال اقليم هيجلج ونجحت في إصدار قرار من مجلس الأمن يقضى بانسحاب قوات جنوب السودان من الإقليم ونحج في أدانه العدوان دوليا .

الأداة الدبلوماسية ودورها في تنفيذ السياسة العامة السودانية :

تلعب الأداة الدبلوماسية على الصعيدين التمثيلي والتفاوضي دورا هاما في تنفيذ أجندة السياسة العامة السودانية ونجحت على قدر كبير في تنفيذ هذه السياسة والتي تهدف إلى الدفاع عن مصالح السودان على المستوى الدولى والاقليمى وتوضيح وجه النظر السودانية في المحافل الدولية وتهدف السياسة العامة السودانية على الصعيد الخارجي إلى :

  • بما أن التنمية هي أحد الأهداف الرئيسية للسياسة العامة، تسعى الدبلوماسية السودانية للمشاركة في جهود التنمية من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية والحصول على مساعدات اقتصادية بالإضافة إلى تيسير عملية نقل التكنولوجيا. ولتحقيق هذا الهدف، تم استحداث إدارات خاصة بالتعاون الدولي والعلاقات الاقتصادية التي تتولى التنسيق والتعاون مع الوزارات والهيئات السودانية  المختصة.
  • بما أن السياسة الخارجية هي جزء من السياسة العامة فقد سعت وزارة الخارجية السودانية  إلى توطيد العلاقات السودانية  الثنائية ومتعددة الأطراف لخدمة أهداف السياسة العامة السودانية . فالوزارة تعمل على تقوية علاقات الصداقة التقليدية وإقامة علاقات جديدة بهدف تفعيل الدور السوداني على الساحة العالمية وخدمة المصالح السودانية  في كافة أرجاء العالم.
  • كما سعت الدبلوماسية السودانية إلى توضيح وجهة النظر السودانية في مختلف الأحداث الداخلية والدولية والعمل على نشر الثقافة السودانية خارجيا وتحقيق الهدف الأسمى وهو بقاء الدولة وتكامل سيادتها.

                     ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

**تعليق**:

من هنا وفى ضوء العرض السابق  نجد أن العوامل ( الجغرافية والتاريخية والسكانية الشخصية القومية ) هي التي أثرت في رسم أهداف السياسة العامة السودانية فجعلت الهدف الأسمى هو الحفاظ على بقاء وسيادة السودان والعمل على وحدة أرضيه في ظل ظروف وعريقات ونزاعات مختلفة جعلت السودان يوصف بأنه  إفريقيا الصغرى لتعدد الاتجاهات والعرقيات .. وتعتبر المفاهيم ( الأمن القومي والمصلحة القومية والالتزام القومي ) هي الوسائل التي تحدد قرار السياسة العامة فنجد أن الأمن القومي السوداني في مواجهة الدولة الوليدة جنوب السودان المدعومة من قوى خارجية يقتضى بان تتفاعل كافة الأجهزة لتحقيق امن السودان وردع اى عدوان واقتضت المصلحة القومية العمل على تحسين العلاقات السودانية على المستوى الدولى والاقليمى واثر موقعها الجغرافي و نشأتها التاريخية والشخصية القومية للسكان في رسم الالتزام فكان التزاما نحو القومية الإسلامية والعربية والإفريقية وقد ساعدت مجموعة الأدوات ( الأداة العسكرية والثقافية والإعلامية والاقتصادية والدبلوماسية ) في تنفيذ قرارات وأهداف السياسة العامة السودانية فنجد أن قواته المسلحة نجحت في صد العدوان على اقليم هيجلج وتطهيره من قوات جنوب السودان ونجحت الأداة الدبلوماسية في الحشد الدولى لتأيد السودان فصدر قرار من مجلس الأمن الدولى والاتحاد الافريقى بضرورة انسحاب العدوان الغاشم من ارض السودان  وتعمل الأداة الاقتصادية على تحقيق التنمية المستدامة في السودان وجذب الاستثمار وتشجيعه على مستوى كافة الأصعدة

ومن هنا نجد أن قرار السياسة العامة يكون متأثرا بالعوامل وتحدده المفاهيم وتنفذه الأدوات لنجد في النهاية أهدافا عامة للسياسية العامة السودانية وتسعى جمعيها لتحقيق سودان قوى متكامل ذو سيادة ورقى ونهضة على أرضة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** المراجع **

  1. موقع وزارة الخارجية السودانية
http://www.mfa.gov.sd/arabic
  • الموسوعة الحرة ويكبيديا
http://ar.wikipedia.org/wiki
  • د. صبري محمد خليل ،الشخصية السودانية   ( السودان – هيئه الخرطوم للصحافة والنشر ـ بدون تاريخ ) .
  • جريدة المقاتل الإخبارية
http://www.moqatel.com
  • جريدة سودانيز اون لاين
http://www.sudaneseonline.com

      6 – مجلة الأهرام الرقمي          

http://digital.ahram.org.eg/
  • البنك المركزي السوداني
http://www.bankofsudan.org/
  • موسوعة السودان الرقمية  
http://sudanway.sd/index.ht
  • اتحاد الغرف التجارية السودان

http://www.sudanchamber.org.sd/2_11.ph                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ