الخميس. ديسمبر 19th, 2024

الساحل والصحراء-10-12-2020

يعتبر العام الحالي الأسوأ بالنسبة لتنظيم “القاعدة” الذي تلقى ضربات متتالية من قبل القوات الفرنسية وجيوش المنطقة، استهدفت قياداته واستنزفت قدارته.

ومن أكبر الضربات،مقتل زعيم التنظيم في”بلاد المغرب الإسلامي” عبد الماك درودكال،في غارة فرنسية،في السادس من يونيو الماضي، وتزامن ذلك مع تضارب الأنباء حول مصير أيمن الظواهري الذي اختفى عن الأنظار.

والإرهابي درودكال ذو الأصول الجزائرية، لم يكن مجرد مقاتل عادي، حيث امتدت العمليات الإرهابية التي نفذها ابتداءً من الجزائر وصولا إلى منطقة الساحل على مدار 3 عقود متتالية..

واكتسب الإرهابي درودكال خبرة طويلة في العمليات العسكرية التي تستهدف الجيوش النظامية بحكم تكوينه في أفغانستان وعملياته الإجرامية في الجزائر ومعرفته بالتضاريس الصعبة الجبلية والصحراوية التي تتميز بها دول المنطقة.
تدرب درودكال في أفغانستان بداية التسعينيات، والتحق بالجماعات الإرهابية سنة 1992 مع “جيش الإنقاذ” وهو الجناح المسلح لـ”جبهة الإنقاذ” الإخوانية المحظورة في الجزائر، والتي اقترفت مجارز بشعة وتسببت في مقتل زهاء ربع مليون جزائري في فترة “العشرية السوداء”.
وقاد عمليات إرهابية في 2007 بالعاصمة إلى جانب محاولة اغتيال فاشلة ضد الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة.

أسس عدة تنظيمات إرهابية في الجزائر من “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” إلى “القاعدة في بلاد المغرب”، قبل أن يدرج على قوائم الإرهاب الدولي من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، خصوصاً بعد أن كشف عن أهدافه الإرهابية الجديدة التي باتت تتعدى حدود الجزائر. 

ومع استعادة الجيش الجزائري توازنه مع بداية الألفية الثالثة في مواجهة الإرهاب، تمكن من توجيه ضربات كبيرة لمعاقل التنظيم الإرهابي، ساهمت في الحد من نشاطاته وقتل عدد كبير من أمرائه وعناصره.

هذا الواقع أجبر درودكال على الهرب نحو مالي عبر تونس، حاملا معه مبايعة تنظيم القاعدة ، ليجد في مالي أرضاً خصبة للتحرك، مستفيدا من سيطرة المتمردين على الشمال، وضعف الجيش المالي.

ليدخل في تحالفات مع بعض زعماء التمرد في شمال مالي الذين رفضوا أي اتفاق مصالحة مع الحكومة المركزية وعلى رأسهم إياد آغ غالي، قبل أن يتمدد ما يعرف بـ”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب” باتجاه ليبيا ودول الساحل والصحراء.

وبرغم أن سنة 2020 شهدت تزايدا في عدد الهجمات الإرهابية وتمدد نشاطات تنظيماتها بالقارة الإفريقية.
وفي نهاية مارس الماضي، شكلت 11 دولة أوروبية بقيادة فرنسا مع النيجر ومالي قوة عسكرية مشتركة باسم “تاكوبا”.

كما نفذت قوة “برخان” عدة عمليات على نطاق واسع في منطقة الساحل،وهي القوة العسكرية التي تقودها فرنسا مع 5 من دول الساحل هي موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، وقوامها 5 آلاف جندي.

وفي فبراير الماضي، أعلن جيش النيجر عن نجاح أضخم عملية عسكرية مشتركة ضد النشاطات الإرهابية في المثلث الحدودي مع مالي وبوركينا فاسو، أسفرت عن مقتل 120 إرهابياً.