الجمعة. نوفمبر 15th, 2024

الصومال،09-12-2020-إعداد: ضحى الطالبي

تقوم القوات الكينية بدور هام ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في الصومال “أميصوم” انطلاقا من المصلحة المشتركة بين الصومال وكينيا في مكافحة الحركات الإرهابية، امتدادا لجهود الصومال في تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال التعاون والتواصل وفتح مجالها الجوي، وفي المقابل استقبال الأسواق الصومالية للمنتجات الكينية.. وبرغم كل هذه المعطيات فإن العلاقة بين الشقيقتين لم تسلم من الإحتدام والمشاكل.


عوامل القلق:


تتعدد الأسباب التي ساهمت في اتساع الهوّة بين كينيا والصومال، ويعود التوتر تاريخيا إلى مطالبة مقديشو بنقض ترسيم الحدود المعمول به منذ أكثر من ثلاثة عقود ونشوب الخلاف على الحدود البحرية بينهما ، لتطفو إلى السطح عناصر توتر أخرى من بينها ما اصطلح عليه بتدخل كينيا في سيادة الدولة الصومالية والحدّ من استقلال قراراتها الداخلية، وهو ما أكّده مسؤول بوزارة الخارجية الذي اعتبر أن أخطر التدخّلات تلك التي تتعلق بإدارة جوبالاند التي تتعرض لضغوط كينية تطالبها بنقض الإتفاقية بين الولايات الإقليمية والحكومة الفيدرالية في ما يتعلق بالانتخابات وحثّها على العمل بسياساتها، وهو ما اعتبرته الحكومة الفدرالية الصومالية مساسا بسياستها وسيادتها.

في بداية الشهر الحالي، صرّح وزير الإعلام الصومالي بـ”أن نيروبي عاصمة كينيا تحوّلت إلى قاعدة للهجوم على الصومال” معتبرا إياها منتهجة نفس مسار الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

كما عرّج في الأثناء على اهتمام كينيا المبالغ فيه بتخريب المصالح الصومالية من خلال استضافتها على أراضيها لمجموعات وشخصيات معارضة للحكومة الصومالية،هذا إلى جانب المعاملة القاسية للمسافرين الصوماليين المتجهين الى كينيا، وفرض إجراءات سفر مشدّدة لإذلالهم بحجة الحفاظ على أمن كينيا وسلامة مواطنيها.

ولم تتوقف الأسباب المدعّمة لفشل العلاقات بين الشقيقتين عند هذا الحدّ لتصل الى استهداف وتدمير أبراج شركات الإتصال الصومالية لشل حركة التجارة والإقتصاد في الصومال.

في المقابل تتهم كينيا الحكومة الصومالية بعدم جديتها في السيطرة على “حركة الشباب المجاهدين” التي لم تسلم منها الأراضي الكينية.


العلاقات الدبلوماسية: بوادر انهيار .

نتيجة لكل ما سبق ذكره، لم تلتزم الصومال الصمت، كسرته في موفي شهر نوفمبر من هذه السنة حين قامت الحكومة باستدعاء سفيرها لدى كينيا” محمود نور ترسن”، ومطالبة السفير الكيني لديها بمغادرة الصومال.

وقد أعربت كينيا عن المفاجأة والأسف حيث أشارت الخارجية الكينية في بيان لها، إلى أسفها بشأن تصرفات الحكومة الصومالية التي طلبت من السفير الكيني”لوكاسا تامبو” مغادرة البلاد، مؤكدة سعيها نحو تسوية الخلاف مع الشقيقة الصومال بطريقة دبلوماسية.

في هذا الإطار عبّر مجلس اتّحاد المرشحين للسباق الرئاسي لسنة 2021 عن قلقه إزاء التأثيرات السلبية التي قد تنتج عن هذا القرار على المواطنين الصوماليين المقيمين في كينيا من رجال أعمال وطلبة، ولاجئين فرّوا من جحيم الأوضاع المأساوية في الصومال، محذّرا الرّئيس فرماجو من استخدام السياسة الخارجية الصومالية كورقة رابحة له في حملته الإنتخابية، لما لها من نتائج كارثية قد تسبب في خلق علاقات قائمة على العداء والكراهية بين الدولتين.

وبالرجوع إلى سنة 2016 نجد أن فرماجو اختار نيروبي مقرّا لحملته الانتخابية حاملا شعار معاداة إثيوبيا ومحاباة كينيا، إلاّ أن الأمر يبدو أنه أخذ منحى آخر لتصبح إثيوبيا حليفا وكينيا عدوا للصومال.

وحفاظا على علاقات الأخوّة والجيرة، دعا المجلس إلى إقامة العلاقات مع الدول على أساس المصالح الوطنية، وليس على الرغبات الشخصية وتقلبات الظروف السياسية للسلطة الحاكمة، خاصة أن القرار جاء في وقت حساس تمر به البلاد، وذلك قبل يوم واحد من بداية انتخابات أعضاء مجلس الشيوخ في البرلمان الفيدرالي، وبعد أيام قليلة من رفض أحمد مذوبي رئيس جوبالاند لتشكيل اللجنة الانتخابية على المستوى الإقليمي، واشتراطه سحب القوات الحكومية من محافظة غيذو التابعة لجوبالاند.


تدعّم العلاقات الكينية الإثيوبية:


في خضم هذه الأوضاع، تحول اليوم الأربعاء 9 ديسمبر، رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” إلى نيروبي في زيارة رسمية تستغرق يومين تعزيزا لروابط الصداقة والاقتصاد بينهما، والأوضاع الإقليمية السياسة والأمنية ذات الإهتمام المشترك.