الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024


القاهرة-مصر-01 ديسمبر 2020


مثلت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، السبت الماضي، إلى جنوب السودان وهي الأولى من نوعها ، ولقاؤه مع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير،محطة أخرى ضمن التحرك المصري امتدادا للسياسة المصرية التي استأنفت، منذ مجيء السيسي،اهتمامها بالقارة الإفريقية حيث كانت القاهرة في عهد جمال عبد الناصر مقصدا للأفارقة طلبا الدعم في مقاومة الإستعمار والعنصرية،ثم للعلم والتدريب في عملية التنمية والبناء،إلا أن هذه الحركية تراجعت خلال العقود الماضية إبان حكم السادات وحسني مبارك. 

ويمثل جنوب السودان،كما هو الحال لبقية بلدان القارة، مجالا هاما واستثنائيا لمصر كعمق استراتيجي أمنيا واقتصاديا ، استنادا إلى علاقات تاريخية متنوعة حيث شكلت القاهرة مركز التلاقى والتواصل العربي الإفريقى.

في هذا الإطار تسعى مصر إلى توطيد علاقاتها مع جنوب السودان ضمن استراتيجية شاملة لتطويرها ، من أجل دعم التنمية وتحقيق السلام .

وكانت مصر قد سارعت إلى الإعلان عن دعمها لدولة جنوب السودان ، وقد توالت الزيارات بين مسؤولي البلدين في مختلف المجالات، التي أنتجت تنسيقا مشتركا في ما يتعلق بحوض نهر النيل، وفى التوصل إلى حلول للصراعات بالطرق السلمية لتحقيق الإستقرار في جنوب السودان والقرن الإفريقي والقارة عموما.

في هذا الصدد أرسلت مصر أكبر قوة لقوات حفظ السلام الدولية إلى جنوب السودان، لتأمين استقرار الدولة، و الحرص على زيادة دعمها في مجالات التعليم والصحة والمشروعات الخدمية والبنية التحتية.

 وقد لاقت مواقف مصر تقديرا كبيرا من أبناء الشعب بجنوب السودا،وقد أكد سيلفاكير في أكثر من مناسبة أهمية مصر في دعم بلاده في مختلف المجالات ،في حين أكد السيسى على أهمية أن يمثل نهر النيل فرصة حقيقية للتعاون والتنمية في منطقة دول الحوض، بما يحقق المكاسب لكافة الأطراف.

وأقامت مصر محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في جوبا ومشروعين للإستزراع السمكي في فضلا عن التعاون في مجال إدارة الموارد المائية والري.

و سعيا من مصر لتدعيم مجال التعليم وفرت المنح الدراسية بالجامعات المصرية لأبناء جنوب السودان، وتتولى أيضا إنشاء مدارس هناك بالإضافة إلى إنشاء سدود حصاد مياه الأمطار في عدد من ولايات جنوب السودان،إلى جانب التعاون في مجال الحجر الزراعي والبيطري، وتدريب الكوادر فى دولة جنوب السودان على الأنماط الزراعية الحديثة.