الأثنين. نوفمبر 25th, 2024

أديس أبابا-إثيوبيا-30-11-2020

شن الجيش الإثيوبي هجوما على عاصمة إقليم تيغراي الشمالي بعد أن فشلت جهود دبلوماسية في اللحظة الأخيرة من قبل ثلاثة رؤساء أفارقة سابقين في إقناع الأطراف المتقاتلة بالتوصل إلى هدنة.

وأعلن رئيس أركان الجيش بعد ساعات أن القوات الحكومية سيطرت بشكل كامل على ميكيلي- موطن ما لا يقل عن نصف مليون شخص- وادعى رئيس الوزراء أبي أحمد في بيان منفصل أن “المرحلة الأخيرة” من العملية ضد قادة الجبهة اكتملت.

وأدى إغلاق الإتصالات وحظر الوصول إلى وسائل الإعلام عبر معظم منطقة تيغراي إلى جعل التحقق من أقوال الحكومة شبه مستحيل.

وكان القتال قد بدأ في 3 نوفمبر وتميز بتقارير عن فظائع جماعية وأزمة إنسانية متفاقمة في منطقة تعاني بالفعل من الإجهاد.

وجاء الهجوم على ميكيلي عقب انتهاء إنذار مدته 72 ساعة أصدره أبي إلى الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بإلقاء السلاح بعد ثلاثة أسابيع من الإضطرابات التي أدت إلى فرار أكثر من 40 ألف مدني عبر الحدود إلى السودان.

من جهتهم،يقول زعماء تيغراي إنهم يخوضون حرباً على جبهتين: ضد القوات الموالية للحكومة الفيدرالية برئاسة رئيس الوزراء آبي أحمد، وضد الجيش الإريتري الذي يعبر الحدود إلى الشمال.

رفض رئيس الوزراء الإثيوبي نداءات الأمم المتحدة لإجراء مفاوضات سلام، ووصف هجومه على المنطقة، بـ”العملية المتعلقة بالقانون والنظام”، إلا أن ذلك يتنافى مع سياسة تكتيكات الحصار الصارخ والعقاب الجماعي ضد السكان المدنيين، إذ انقطعت الكهرباء والمياه عن المنطقة بعد أن قصفت طائرات آبي الحربية محطة توليد الطاقة الكهرومائية في تيكيزي وتيغراي، ومصنعاً للسكر، وبالتالي، يرقى قصف قوات آبي للمراكز المدنية إلى مستوى جرائم حرب وإرهاب دولة.

كان استهداف أبي لجبهة تحرير شعب تيغراي متوقعا منذ توليه السلطة قبل أكثر من عامين، وقد قام بإقالة شاغلي المناصب واستبدالهم، وقد تسبب هذا التعديل في الكثير من العنف بين الطوائف.

وجيو سياسيا،كانت تقارير عديدة قد تحدثت عن دعم خارجي”غربي” لآبي أحمد للوصول إلى السلطة لتكون إثيوبيا منفتحة على رأس المال الغربي،ومناوئة للوجود الصيني.. وتقول مصادر إثيوبية: إن آبي جندته وكالة الإستخبارات المركزية عندما عمل في السابق برتبة مقدم في المخابرات العسكرية، واتصل بنظرائه الأمريكيين قبل الإنتقال إلى السياسة..

على ضوء هذه هي الخلفية الجيوسياسية لاندلاع الحرب في إثيوبيا، تهدف واشنطن وبعض أنظمة الخليج إلى فصل إثيوبيا عن خطط الصين للتنمية الإقتصادية العالمية، المعروفة باسم “طريق الحرير الجديد”.

ويبدو أن جائزة”نوبل”التي لا تمنح عادة لأي من رموز التحرر في العالم الثالث،أسندت هذه المرة إلى آبي أحمد،في مسعى إلى ضمان الإنخراط في المسار الجيو سياسي المشار إليه