الخرطوم-السودان- :زهور المشرقي28-11-2020
أبدت السودان استعدادها لبذل جهود للوساطة بين طرفي النزاع في جارتها إثيوبيا، مع لعب دور إنساني باستقبال وإغاثة آلاف اللاجئين الفارين من الحرب بين الجيش الإثيوبي و”الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” في الإقليم الحدودي مع السودان.
وتحدثت المنظمات الدولية عن وصول أكثر من 40 ألفا من اللاجئين الإثيوبيين إلى الحدود السودانية هربا من الحرب الدائرة في اقليم تيغراي، في وقت وُصفت فيه الأوضاع الإنسانية بالمأساوية، داعية إلى التحرك لتجنب أي مخاطر أخرى .
ويخشى السودانيون من أن يؤدي الوصول الكثيف للاجئين الإثيوبيين إلى زيادة حدة الأزمة الإقتصادية في بلادهم الناجمة عن سنوات من الحرب وسوء الإدارة وأخيرا فيضانات كارثية.
وتلقت المنظمات غير الحكومية الإنسانية انتقادات لاذعة بسبب أدائها الضعيف من ناحية تقديم المساعدات الإنسانية والإستجابة غير السريعة.
ولا يبدو أن النزاع يتّجه إلى تهدئة، حيث أمر رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الخميس الماضي بشن الهجوم النهائي على قوات إقليم تيغراي.
ويأتي نزوح اللاجئين إلى السودان في وقت يشهد فيه هذا البلد عملية انتقالية هشة منذ الإطاحة بالرئيس الإخواني عمر البشير في أبريل 2019 عقب تظاهرات جماهيرية حاشدة ضدّه.
وتسعى السلطات الجديدة إلى إعادة بناء اقتصاد البلد الذي يعاني بسبب سنوات من العقوبات الأمريكية وتصنيفه كبلد مصدّر للإرهاب إضافة إلى سوء الإدارة والنزاعات المسلحة.
ويعيش حوالى 65% من قرابة 42 مليون سوداني تحت خط الفقر المدقع، وفق الأرقام الحكومية.
وبخصوص تأزم الأوضاع أكثر في اثيوبيا، تتوقع السلطات السودانية المزيد من التدفقات لا سيما في ظل استمرار المعارك والتهديد بالتصعيد من الطرفين، وسط تنديد دولي واسع ودعوات لوقف القتال في الإقليم.
ويرى مراقبون أن قوة السودان في ملف الصراع الإثيوبي الجاري هو المنفذ الوحيد للجبهة، لأن بقية حدود إقليم تيغراي مشتركة مع أعدائها، سواء حكومة آبي أحمد أو دولة إريتريا ذات العداء التاريخي مع تيغراي، حين كانوا يهيمنون على السلطة في أديس أبابا وينصابون أسمرا العداء.
ومع تزايد تدفقات اللاجئين، تضاعفت المخاوف بشرق السودان من انتشار الأمراض المعدية ،لا سيما في ظل تفشي “كورونا”، وأكدت السلطات الصحية بولاية القضارف اتخاذ التدابير لمواجهة الإحتياجات الصحية العاجلة للاجئين الإثيوبيين بالتعاون مع المنظمات الطوعية والهيئات الداعمة.
وتتكون إثيوبيا من 9 ولايات فيدرالية إثنية، وفقا لاعتبارات التوزيع السكاني، تشمل إقليم تيغراي الذي يمثل سكانه حوالي 6 بالمائة من إجمالي السكان الذي يقدّر تعدادهم بـ 110 ملايين نسمة.
وسيطر إقليم تيغراي على الحكم في إثيوبيا لأكثر من 20عاما من خلال ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية، إلى أن تولى رئيس الوزراء الحالي أبي أحمد الحكم في أبريل 2018 السلطة وأجرى تغييرات سياسية أدت إلى سحب البساط من تحت أقدام اإقليم تيغراي