الأثنين. ديسمبر 23rd, 2024

الصومال-28-11-2020:ضحى الطالبي

أعلنت السلطات الصومالية ليلة أمس مقتل 7 أشخاص وإصابة 10 آخرين بجروح في هجوم انتحاري استهدف مطعما في مقديشو بتفجير سترة ناسفة، وهي عملية تحمل بصمات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وقد جاءت تزامنا مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي للصومال. 

تتالي العمليات الإرهابية:

لم يكن هذا الهجوم الأول الذي تقوم به هذه الجماعة التي يترأسها حاليا المدعو”أبو عبيدة أمير”، اذ لا يكاد يمرّ يوم واحد دون أن تحمل الأنباء حدوث تفجيرات وعمليات اقتحاملمراكز عسكرية وأمنية ومؤسسات حكومية، و ذلكمنذ تأسيسها سنة 2007.

والملاحظ في هذا الصدد أنها خالبا ما تركّز الى جانب ذلك على الفنادق التي عادة ما يرتادها رجال الدولة و الأمنيون و هنا نشير الى التفجير الإرهابي الذي استهدف فندقافي بلدوين عام 2009 والذي أسفر عن اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق العقيد عمر حاشي وقتل 30 شخصا.

لم تتوقف الضربات عند الصومال بل امتدّتلتصل إلى كينيا ومن أبرزها حادثة ذبح 9 أشخاص بمقاطعة لامو الساحلية، الى جانب قتل 67 شخصا وجرح نحو 200 آخرين في هجوم مسلّح على المجمع التجاري “ويست غيت.” سنة 2013، لتستمر سنة 2014 من خلال عدّة مجازر منها قَتل 49 شخصاً في بلدة أمبيكيتوني. 


أما سنة 2015 فقد كانت حافلة هي الأخرى بالأعمال الارهابية حيث لم تسلم دور العلم والجامعات من هذه الوحشية عبر شنّ الحركة هجوما مسلحا في جامعة “موي” في مدينة غارسيا و الذي أسفر عن مقتل 148 طالبا وجرح نحو 79 آخرين، كما تواصل الوضع الإرهابي ليستهدف رجال الشرطة على امتداد سنتي 2017 و2018. 


لماذا كينيا تحديداً؟

أدى تكرار حوادث خطف السائحين في كينيا من قبل حركة الشباب إلى تدخل كينيا عسكريا في الصومال في 2011 للتخلص من الحركة لكن الموازين قُلبت حيث بدأت منذ ذلك الوقت الهجمات الإرهابية من قبل هذه الأخيرة في البلاد من أجل الضغط على الحكومة لسحب قواتها من الصومال.


تمويل الحركة:

أشارت عدّة تقارير إلى أن هذه الحركة تستمدّ قوّتها المالية باستخدام سياسة التخويف والترهيب خاصة على سكّان المناطق الريفية مدرّة فائضا ماليا كبيرا مستغلّة خوفهمبفقدان حياتهم، كما أن الشركات الكبرى في الصومال ورجال الأعمال ساهموافي تقديم أموال لهذه الجماعةسواء على شكل مدفوعات شهرية أو زكاة سنوية بنسبة 2.5% من الأرباح السنوية،كما لم يسلم موظّفو الدولةمن تسليم جزء من مرتّباتهم، إتّقاءً لشرّ عناصر الحركة
وانتقامها.

كما عملت على فرض ضرائب على واردات الميناء البحري في مقديشيو الذي يمثّل مصدرا رئيسيا لإيرادات الحكومة الصومالية.

من يقف وراء حركة الشباب؟

تبدو مسألة تعين القطري “فهد ياسين” رئيسا لوكالة الإستخبارات والأمن القومي الصومالية ليست بتلك البراءة والبساطة، حيث سرعان ما ظهرت الإنحرافاتعلى السياسة الإعلامية.

ومنذ ذلك الحينارتفعت أصوات عديدة داخل الصومال بالتحذير من علاقة فهد ياسين بحركة الشباب، مذكّرة بعلاقته الوطيدة مع النظام القطري الداعم لجماعة “الإخوان” وعديد التنظيمات المتطرفة في المنطقة العربية والقارة الافريقية.

وفي هذا الصدد دعا المرشّحون الرئاسيون بالصومال في بيان لهم يوم 26 من شهر نوفمبر الحالي الى منع عناصر الإستخبارات من الضلوع في العملية الانتخابية، كما شدّدوا على ضرورة إقالة مدير جهاز المخابرات والأمن الوطني فهد ياسين من منصبه تحقيقا لحيادية هذا الجهاز، محذّرين رئيس الجمهورية الحالي محمد عبد الله فرماجو من استغلال السلطة والمال العام والممتلكات الحكومية وعناصر الجيش لتحقيق أغراض حملته الإنتخابية.

علما بأنياسين سبق أن عمل مراسلا لقناة الجزيرة القطرية في الصومال إلى مكلّف من الدوحة بمهمة إبعاد عبد الله عبد الله الرئيس السابق للجاهزمن خلال تنصيبه داخل القصر الرئاسي في مقديشو، حتى أصدر الرئيس “محمد عبد الله فرماجو” قرارا يقضي بإقالة عبدلله عبدلله، وتعيين فهد ياسين نائبا ثم رئيسا للجهاز رغم انعدام الكفاءة.

ومنذ تقلّده المنصب، بادر ياسين بتفتيت وحدة مكافحة الإرهاب باعتبارها الوحدة التي من الممكن أن تفضح علاقاته الوطيدة بقطر وبحركة الشباب الإرهابية.
ولم يكتفِ بذلك، وإنما أقال ضبّاطا مدنيين في الجهاز، ولفّق لهم تهمة التعاون مع مخابرات أجنبية، وقام بتشكيل وحدة تضمّ مجندين من تنظيم الشباب.