نيروبي – كينيا : إعداد : أميرة زغدود27-11-2020
عقدت أول أمس قمة افتراضية في محاولة لإنهاء الصراع الدائر في إثيوبيا ، جمعت كلا من الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وأفاد البيان الصادر عن مكتب الرئيس الكيني بأن َ”الرئيسين قد تناقشا حول مسألة الأمن الإقليمي وعضوية كينيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكان الإتفاق على ضرورة إنهاء القتال في إثيوبيا”.
وأكد الرئيس كينياتا أن النزاع في إثيوبيا يشكل تهديدا لاستقرار كافة دول إقليم القرن الإفريقي، وهنا تجدر الاشارة إلى بداية الحرب المحتدمة الوطيس التي تدور بالأراضي الإثيوبية منذ بداية الشهر الحالي حين أطلق رئيس الوزراء آبي أحمد هجوما عسكريا ضد “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” التي يقودها النائب الأسبق لرئيس الوزراء الإثيوبي ديبريسيون جيبريمايكل.
قبل ثلاثة أسابيع، أعلن آبي أحمد الحرب على الجبهة بعد اتهامها بمهاجمة معسكر للجيش ومحاولة سرقة معدات .
وقد ازداد الوضع سوءً عقب وقوع العديد من الهجومات التي شنتها القوات الفيدرالية على الإقليم في محاولات من الجيش لتضييق الخناق على قوات الجبهة .
في هذه الأثناء، قال زعيم إقليم تيغراي، إن شعبه “لن يأبه بالموت في سبيل الدفاع عن وطنه”، معلنا رفضه لإنذار رئيس الوزراء آبي أحمد بالإستسلام خلال 72 ساعة.
جاءت هذه المهلة كمرحلة أخيرة في تعامل السلطات المركزية الإثيوبية مع الإقليم، وصرَح زعيم المعارضة في ردَ على آبي أحمد: “إنه لا يفهم من نحن.. نحن أصحاب مبدأ ومستعدون للموت دفاعا عن حقنا في إدارة منطقتنا”.
وقد أودى الصراع بحياة اكثر من 600 مواطن في مذبحة التيغراي منذ التاسع من نوفمبر، وربَما الألاف من الجانبين وسط التعتيم الإعلامي لما يحدث فعلا هناك وقطع خدمة الإنترنت عن الإقليم ، ودفع نحو 40 ألفا إلى الفرار نحو الأراضي السودانية.
قرار آبي أحمد بتحريك قواته نحو التيغراي وإصراره على حل النزاع عسكريا أثار الشكوك حول سمعته ، أصغر الزعماء الأفارقة سنا والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، لإبرامه اتفاق سلام مع إريتريا.
تأتي هذه القمة في إطار المساعي الإفريقية لإنهاء الحرب بإثيوبيا بعيدا عن التدخلات الخارجية ، وبهدف أن تبقى المسائل الإفريقية منوط حلها داخل الإتحاد الإفريقي.
إن سيناريو الإطاحة بإقليم تيغراي قد يدخل منطقة دول القرن الإفريقي في دوامة صراعات جديدة ، قد تمتد آثارها إلى دول الجوار، وربما يكون لها الدور الأعظم في تعزيز الأطماع الخارجية بالمنطقة نظرا لهشاشة الوضع التي تعرفه إثيوبيا في علاقاتها الإقليمية سواء مع إريتريا التي وقَعت معها اتفاقية السلام كمبادرة لإنهاء كلَ أشكال الحرب بالمنطقة، أو في علاقة إثيوبيا مع مصر وملف سدَ النهضة الذي يشكل تحديا أمام البلاد في تجاوز أزمة اقليمية هي في غنى عنها .