الأحد. ديسمبر 22nd, 2024

الخرطوم-السودان-26-11-2020

فقدت الساحة السياسية السودانية زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، بعد 59عاما أمضاها في ساحات العمل السياسي والنضالي بين الوطن والمنفى.. في بلد يعيش تقلبات كبيرة، في حياة كانت مزيجا بين الديمقراطية والديكتاتورية.. . 

وانخرط الراحل في صفوف المعارضة منذ مطلع الستينات واعتقل مرات عديدة وتعرض للتنكيل والتعذيب.
كان المهدي محبا للعبة كرة التنس، وكان ممارسا جديا لها رغم تقدمه في السنّ، ربما لأن حياته كانت شبيهة بتلك الكرة الصفراء بين هذا المضرب وذاك. 

وأمضى المهدي سنوات عمره في مقاومة الدكتاتورية وعرض ممارسات التسلط للرئيس الإخواني السابق عمر البشير
الصادق المهدي هو حفيد مؤسس حزب الأمة عبد الرحمن المهدي نجل الإمام محمد أحمد المهدي الذي قاد بين 1881 و1885 الثورة ضد الهيمنة البريطانية على السودان.. 

ولد الصادق المهدي، في الـ 25 من ديسمبر 1935، بأم درمان، وينحدر من أسرة المهدي العريقة والمعروفة بنضالها منذ عقود في السودان.

وبدأ نشاطه السياسي مبكرا، حيث تولى إمامة الأنصار، وبرز في معارضة نظام إبراهيم عبود.

وحينما قامت أحداث 21 من أكتوبر 1964، اعتبرها نقطة انطلاق لتغيير الأوضاع، وقد نجحت مساعيه في توحيد جميع الإتجاهات السياسية في السودان وفي جمعها خلف قيادة الأنصار في بيت المهدي، الذي جعله مركز قيادة التحول الجديد.

حينما وقع انقلاب توجه الصادق المهدي إلى جزيرة أبا، حيث كان هنالك إمام الأنصار عمه الهادي المهدي.
وأرسل قادة الإنقلاب بطلبه للتفاوض وأعطوا الإمام الهادي عهدا بألا يمس بسوء، ثم غدروا بالعهد حيث لم يجر تفاوض بل اعتقل ثم تعرض لمحاولة اغتيال.

اعتقل المهدي بعد ذلك بضع مرات، ونفي إلى مصر .

عاد الصادق المهدي للسودان في 1977، وقرر معارضة النظام من الداخل.

وكان الزعيم السوادني قد وجّه انتقادات حادة لنظام البشير المعزول، ودعا الحكومة السودانية إلى سحب قواتها المشاركة في الحرب الدائرة في اليمن، واصفا مشاركة السودان فيها بالخطإ الكبير.

وكان يرى أن “السودان وبحكم علاقاته المتينة مع طرفي النزاع في اليمن يمكنه التوسط من أجل إيقاف الحرب التي وصفها بالطائفية والتي لن تؤدي إلى شيء غير تدمير اليمن وشعبه”.

كان يرى أن من واجب السودان مساعدة الأطراف المشاركة في الحرب باليمن للخروج من “الورطة وليس الإشتراك فيها”.

وفي خطوة أثارت العديد من التساؤلات، عارض الصادق المهدي، بشدة اتفاقا بين حكومة البشير والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص استثمار تركيا في جزيرة “سواكن” الواقعة في البحر الأحمر.

ودعا في الأشهر الماضية إلى تشكيل تحالف بين “قوى الأجندة الوطنية” تهدف إلى حماية البلاد من “الإسلاميين والجماعات العلمانية لتشكيل حكومة ديمقراطية تحافظ على وحدة البلاد واستقلالها، بعد الإشارة إلى ارتباط الجماعات الإسلامية والعلمانية بقوى أجنبية”.