الثلاثاء. ديسمبر 24th, 2024

 

رباب حدادة:24-11-2020

يعد تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي اكبر تنظيم إرهابي بشمال إفريقيا و ينشط في مجال شاسع من دول شمال افريقيا وتتمركز نواة القيادة أساسا في شمال مالي . 

في إطار العمليات العسكرية التي نظمتها فرنسا ضمن عملية بارخان تم القضاء في مدينة “تساليت” المالية الواقعة على الحدود الجزائرية وفي شهر جوان على زعيم التنظيم عبد الملك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود . 

بعد ما يقارب خمسة أشهر ينشر التنظيم مقطع فيديو بصوت أبو نعمان الشنقيطي و هو الناطق الرسمي للتنظيم موريتاني الجنسية، على قناةالأندلس تم رصده من قبل الوكالة الأمريكيةsite intelligence groupeو قد أعلن فيه التنظيم تعيين أميره الجديد أبو عبيدة العنابي كما أكد مقتل الرهينة السويسرية بيياتريسستوكلي التي تم اختطافها في تومبوكتو 2016.


فمن هو الأمير الجديد لتنظيم القاعدة بالغرب الإسلامي ؟و ما هي خفايا تعيينه ؟

يكنونه أبو عبيدة يوسف العنابي و اسمه الأصلي مبارك يزيد جزائري الجنسية بدا أعمالهالإرهابية في 1990 بعد إتمامه دراسات عليا في الاقتصاد وهو من أقدمالإرهابيين الذين دخلوا إفريقيا بعد عودتهم من أفغانستانإلى الجزائر حيث التحق في 1993 بتنظيم جيش الإنقاذ الذي كان من أكثر التنظيمات الإرهابية تطرفا في الجزائر.

قام بالعديد من العمليات الإرهابية الدامية في الجزائر كاستهداف المراكز الأمنية في العاصمة في 2007 أو بعث انتحاري في حشد شعبي كان في استقبال الرئيس الجزائري بوتفليقة انتهى بمقتل 20 مدني و إصابة 103 آخرينو قد أصدرت فيه الجزائر رفقة درودكال و 23 آخرين حكما بالإعدام في 2017 و صنفته الولايات المتحدة الأمريكية” إرهابي عالمي مصنف في شكل خاص “

في 2004 قام رفقة درودكال بتأسيس الجماعة السلفية للدعوة و القتال التي غيرت اسمها إلى تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي بعد مبايعة تنظيم القاعدة، ترأس في 2010مجلس الأعيان في التنظيم و يمثل وجه إعلامي بارز يعلن بشكل دائم عن البيانات كما انه لعب في دورا هاما في تأسيس جماعة نصرة الإسلام و المسلمين في مالي و ذلك ما جعل له علاقات متينة تربطه بقادة التنظيم خاصة أميره الحالي إياد اغ غالي .

التنظيم يمر بمرحلة ضعف تصدعت فيه هيكلته و برزت فيه مجموعات ترغب بالانضمام إلى الدولة الإسلامية التي عرفت بقوة تمويلاتها مقارنة بتنظيم القاعدة و يبدو إن جنسية الأمير الجديد كذلك ستساهم في تعزيز الانشقاق خاصة و إن التنظيم الذي تغيرت قيادته بعد من الجزائر إلى مالي استقطب بالأساس ماليين و مقاتلين من دول الغرب الإفريقي،أغلبية سترغب حتما بقائد يمثلها و ينتمي إلىالإقليم الذين يتمركزون فيه و يكون له علاقاته مع مختلف الأطراف المحلية من قبائل و شبكات تهريب …

أشارت بعض المصادر الإخبارية بان العنابي قد حضي بتزكية درودكال لتولي قيادة التنظيم من بعده غير انه لم يتم رسميا الإعلان عنه إلا بعد ما يقارب نصف سنة ما يدعم فرضية عدم المبايعة الجماعية للأمير الجديد و بذلك سيكون الإعلان عنه رسميا إما نتيجة لتوحد صفوف التنظيم ما ينذر باستعادة قوته و إمكانية تنفيذ هجمات خطيرة خاصة و انه يتوعد بالرد على الهجمات الفرنسية في كافة أنحاء العالم

أما السيناريو الثاني فيرجح انضمام الشق الرافض للعنابي إلى تنظيم الدولة الإسلامية ما سيزيد كسر قوة التنظيم وما بيانه سوى عرض إعلامي يحاول من خلاله التنظيم صنع عرض وهمي للقوة يواري من خلال حالة الضعف و الانشقاقات التي أصابته.