الثلاثاء. أبريل 23rd, 2024

الخرطوم-السودان-20-11-2020

تتوقع المنظمات الإنسانية فرار أكثر من 200 ألف شخص من إثيوبيا خلال الأيام والأسابيع المقبلة بسبب القتال في إقليم تيغراي، في الوقت الذي أكدت فيه وكالات الإغاثة الحاجة لإيجاد مواقع إضافية لإيواء الوافدين مع اكتظاظ المخيمات جنوب شرقي السودان.

وقال المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، باباكار سيسيه، للصحفيين في نيويورك عبر اتصال هاتفي أمس الخميس، إن المجتمعات المضيفة تدعم اللاجئين الإثيوبيين وتقدم لهم الطعام والشراب والأراضي.
جاءت تصريحات سيسيه عقب زيارة تفقدية إلى مواقع اللاجئين جنوب شرقي السودان استغرقت يومين، أجراها إلى جانب ممثلين من مفوضية شؤون اللاجئين واليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأغذية العالمي، إضافة إلى مسؤولين في الحكومة. وقد شملت الزيارة مخيما في ولاية كسلا ومخيم الفشقة في ولاية القضارف.

وقال سيسيه: “رأينا العائلات والأطفال ينامون في العراء، كان مشهدا يفطر القلب”. وأضاف أن المسؤولين استمعوا إلى شهادات من اللاجئين الذين يعانون أحيانا من الصدمة ولم يتوقعوا الرحيل.

ويعمل المنسقون المقيمون وفرق الأمم المتحدة في ثلاثة بلدان، وهي إريتريا والسودان وجيبوتي معا لمعالجة الوضع على الأرض والتأكيد أنه ينبغي عدم ادّخار أي جهد للحيلولة دون تحوّل ذلك إلى أزمة إقليمية.
وأضاف قائلا: “يظل الناس في مراكز الاستقبال للتسجيل، قبل أن يُنقلوا إلى مخيمات اللاجئين. لا يجب أن يبقوا هناك لأكثر من يومين، ونحن ملتزمون بمعالجة هذا التحدي العاجل فورا”.

وتؤكد الأمم المتحدة على الحاجة إلى إيجاد مواقع إضافية لإيواء اللاجئين الموجودين في مناطق مكتظة. وتجدر الإشارة إلى أن الطريق من كسلا إلى مخيم “أم ركبة” يستغرق 12 ساعة على الأقل، ولا يمكن نقل أكثر من 1,500 شخص يوميا.
ويستضيف مخيم أم ركبة حاليا 4,440 إثيوبيا، وعلى استعداد لاستضافة 10 آلاف شخص آخرين، كما يجري العمل على توسيعه لإيواء الأعداد المتزايدة من القادمين من إقليم تيغراي.

وأشار سيسيه إلى إطلاق خطة استجابة تستهدف 200 ألف فرد لمدة ستة أشهر. ويجري إعداد مواد غذائية لدعم 60 ألف شخص لمدة شهر.
ومع فرار الآلاف عبر الحدود إلى السودان، تقدّر اليونيسف أن نحو 12 ألف طفل – بعضهم غير مصحوبين بذويهم – من ضمن اللاجئين في المخيمات ومراكز التسجيل، وهم عرضة للخطر.

وفي بيان، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور: “نعمل مع شركائنا لتقديم الدعم العاجل المنقذ للحياة، بما فيه الخدمات الصحية والتغذية والماء والصرف الصحي والنظافة”. وداخل إقليم تيغراي، أدّت القيود المفروضة على الوصول الإنساني، وانقطاع الإتصالات المستمر إلى ترك ما يُقدّر بنحو 2.3 مليون طفل بحاجة إلى المساعدات الإنسانية التي تُعدّ بعيدة عن متناول أيديهم.
وقال البيان إنه حتى قبل التصعيد الحالي، كان 54 ألف طفل على الأقل يعيشون في مخيماتٍ للاجئين في المنطقة، و36 ألف طفل كان ينزح داخليا بسبب الكوارث الطبيعية والعنف المسلح، وقد تشرّد الآلاف خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقالت فور: “أدعو جميع أطراف النزاع للسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول العاجل ودون عوائق وبشكل مستمر إلى جميع المجتمعات المتضررة من أجل الوصول إلى الأطفال والأسر وتقديم المساعدات المنقذة للحياة”.