الجمعة. مارس 29th, 2024

إعداد : أميرة زغدود :05-11-2020

الإسم الرسمي للبلاد هو جمهورية نيجيريا الإتحادية، تقع غربي القارة الإفريقية، عاصمتها “أبوجا” منذ عام 1991 وكانت “لاغوس” العاصمة السابقة، وبذلك انتقلت إليها جميع الدواوين الحكومية بنهاية تسعينيات القرن العشرين.

لغتها الرسمية الإنجليزية، لكن توجد لغات محلية معترف بها كالهوسا، والإيكبو واليوروبا، بالإضافة إلی أقليّات تتحدّث اللغة العربيّة، عملتها “النيرة” النيجيرية.

 تمتد أراضيها على مساحة ال 923,768 كيلومترا مربعا، تشترك في حدودها مع كل من بنين في الغرب، تشاد والكاميرون في الشرق، النيجر في الشمال وخليج غينيا في الجنوب.

يمكن تقسيمها إلى عشر مناطق هي: سهول سكوتو، حوض تشاد، السهول الشمالية العالية، هضبة جوس، حوض نهر النيجر، بنيو، المرتفعات الغربية، المرتفعات الشرقية، السهول الجنوبية الغربية، الأراضي المنخفضة الجنوبية الشرقية ودلتا النيجر.

أصل التسمية مأخوذ من نهر النيجر الذي يمر عبر البلاد، وأطلقت هذا الإسم “فلورا شو” في أواخر القرن التاسع عشر، وهي زوجة بارون لوغارد، إداري في المستعمرات البريطانية التي بسطت سيطرتها على نيجيريا.

  توصف نيجيريا بـ”عملاق إفريقيا”، وذلك لسببين رئيسيين : لاعتبارها أكبر دول إفريقيا من حيث التعداد السكني الذي بلغ سنة 2020 ال 206,139,589  نسمة، وتأتي في الترتيب السابع عالميا من حيث الإكتظاظ السكاني.

 يعيش في هذا البلد أكثر من 500 جماعة عرقية، وأكبر الجماعات العرقية هي “الهوسا” و “اليوروبا” و”الإيبو”. دينيَا تنقسم نيجيريا تقريبا مناصفة بين المسيحيين الذين يعيش معظمهم في الأجزاء الجنوبية والوسطى من البلاد، أما المسلمون فيتركز معظمهم في المناطق الشمالية والجنوبية الغربية، وهناك أقلية من الديانات التقليدية يمارسها بعض السكان الأصليين في نيجيريا مثل “الإيبو واليوروبا”.

السبب الثاني للتسمية ، القوة الاقتصادية ففي عام 2014، بلغ الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 500 مليار دولار وبذلك تفوقت على جنوب إفريقيا لتصبح الإقتصاد الـ26 الأكبر في العالم. ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن تصبح نيجيريا واحدة من أكبر 20 اقتصادات في العالم. وقد لعبت احتياطيات النفط في البلاد دورًا رئيسيا في تنامي الثروة. ويعتبر البنك الدولي نيجيريا سوقا ناشئة سريعة.

 كما تعتمد في اقتصادها علی الزَّراعة على غرار الكاكاو، لب النخيل، زيت النخيل، المطّاط، الفول السوداني، القطن، الذُّرة الشاميّة، الفاصوليا، الذُّرة البيضاء والأرز.

تواريخ مهمة :

القرون 6 ق.م. – 3 م      ازدهار حضارة نوك في أواسط نيجيريا.
القرون 11 – 15 بداية تطور ممالك مختلفة تشمل بنين،كانم ـ برنو، أيف، ودويلات الهوسا في أجزاء مختلفة من نيجيريا.
أواخر القرن 15 كان البرتغاليون أول من وصل إلى نيجيريا من الأوروبيين.
1851 بريطانيا تبسط سيطرتها على نيجيريا.
1914 البريطانيون يقيمون مستعمرة ومحمية لهم في نيجيريا.
1960 نيجيريا تصبح دولة اتحادية مستقلة.
يناير1966 القادة العسكريون يطيحون بالحكومة (يوليو) : انقلاب آخر يأتي بحكومة عسكرية.
1967 أعلنت المنطقة الشرقية من نيجيريا نفسها دولة مستقلة باسم بيافرا.
1970 استسلام بيافرا وانتهاء الحرب الأهلية.
1979 عودة الحكم المدني إلى نيجيريا.
1983 القادة العسكريون يستولون على الحكم في نيجيريا.
1999 عودة الحكم المدني إلى نيجيريا.

نظام الحكم:

نيجيريا جمهورية اتحادية رئاسية : يتولى اليوم، محمد بخاري مقاليد الرئاسة، وينتخب الشعب الرئيس لفترة أربع سنوات على ألا يتولى منصبه أكثر من فترتين رئاسيتين. ويعمل نائب الرئيس ومجلس الوزراء على مساعدة الرئيس في تصريف شؤون الحكم. وينتخب الشعب نائب الرئيس بينما يعين الرئيس أعضاء مجلس الوزراء.

وتتكون الهيئة التشريعية (البرلمان) من مجلسين: مجلس النواب به 360 عضواً، ومجلس الشيوخ به 109 أعضاء، وينتخب الشعب المجلسين لفترة أربع سنوات. ويحق لمن بلغ الثامنة عشرة من عمره من المواطنين النيجيريين الإقتراع في الإنتخابات.

الحكومة المحلية:

تنقسم نيجيريا إلى 36 ولاية، بالإضافة إلى منطقة العاصمة الإتحادية أبوجا. ويحكم كل ولاية مجلس نيابي وحاكم. ينتخب الشعب الحاكم وأعضاء المجلس لفترة أربع سنوات. وتنقسم هذه الولايات إلى المئات من مناطق الحكم المحلي. ويحكم هذه المناطق مجالس ينتخبها الشعب أيضا.

المحاكم

تعد المحكمة الإتحادية العليا في نيجيريا أعلى محكمة، وتتكون من رئيس للقضاء وعشرة قضاة، تعينهم جميعـًا الحكومة الإتحادية. ويشمل النظام القضائي ـ أيضًا ـ محاكم اتحادية للإستئناف، ومحاكم عدلية عليا للولايات، ومحاكم قضاة، ومحاكم فرعية، ومحاكم شرعية تعمل وفقـًا للشريعة الإسلامية في الجزء الشمالي من القطر، حيث يعيش عدد كبير من المسلمين هناك.

* الأحزاب الفاعلة :

بدأ ظهور النشاط السياسي والتعدد الحزبي بشكل رئيسي خلال فترة الجمهورية الرابعة بين عامي 1999 و2011 ويوجد 63 حزباً مسجلاً بشكل رسمي، ومن أهم هذه الأحزاب:

– حزب الشعب الديمقراطي  People Democratic Party

–  حزب عموم شعب نيجيريا  All Nigerian Peoples Party ANPP

– مؤتمر العمل النجيري  Action Congress of Nigeria CAN

– مؤتمر التغيير التقدمي  Congress for Progressive Change CPC

– حزب الشعب النيجيري المتحد

– الحزب الوطني الديمقراطي النيجيري

– حزب الخلاص الشعبي

– الحزب الديمقراطي الشعبي

– حزب العمل النيجيري

– تحالف الشعب التقدمي

تغلب الإعتبارات الوثنية والعرقية والدينية في نيجيريا على ما سواها من الإعتبارات، وبرغم أن برامج الأحزاب والفعاليات السياسية تتضمن في مبادئها المساواة وعدم التمييز بحسب اللون أو العرق أو الدين، إلا أن الحراك السياسي في نيجيريا يشير إلى بعدين أحدهما إثني والآخر ديني، وبناء على ذلك فإن الأحزاب السياسية تعتمد على القاعدة الإثنية والدينية لأعضائها وقياداتها.

وتشمل الأحزاب السياسية الرئيسية في الوقت الحاضر حزب الشعب الديمقراطي الحاكم، الذي يحافظ على 223 مقعدا في مجلس النواب و76 في مجلس الشيوخ (61.9% و69.7% على التوالي)، أما الحزب المعارض (حزب كل الشعب النيجيري) حاليًا ( حزب كونغرس التقدميين) فلديه 96 مقعدا في مجلس النواب و27 في مجلس الشيوخ .

التنظيمات الارهابية :

 

تصدرت بوكو حرام مشهدَ الحركات المسلحة بنيجيريا منذ مقتل البغدادي..

      كان مقتلُ أبي بكر البغدادي، الزعيم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية، ماتسمَى في العراق والشام بتنظيم داعش.       ومن بعده أبو حسن المهاجر، المتحدث باسم الجماعة، محركا أساسيا لإحياء الإهتمامات الدولية بمستقبل الحركات المسلحة التابعة للتنظيم في إفريقيا بشكل عام.

وكثر الحديث عن مدى تأثر الحركات المسلَحة في شمال شرقي نيجيريا والمناطق المحيطة بها بهذا التطور، وذلك لأن الحركات التابعة لـ”داعش” في إفريقيا قد نجحت في التكيف مع الديناميكيات المحلية بالقارة، وتستمرَ في تحدي حكومات دول الصحراء والساحل وحوض بحيرة تشاد والأجزاء الوسطى والشرقية من إفريقيا.

هذه الجماعة قتلت عشرات الآلاف من سكان شمال شرقي نيجيريا وأجزاء من النيجر وتشاد والكاميرون. والهجمات الجديدة التي تُنسَب إلى “بوكو حرام” تُنفذها حركات مسلحة متطرفة أخرى، تتكون من فلول “بوكو حرام” ومن مجرمين هاربين وأفراد من جماعات إرهابية من شمال إفريقيا بالتعاون مع مسلحين من غرب القارة بعد انهيار الدولة الليبية، وكذلك بعض الأفراد القادمين من العراق وسوريا ولبنان، وهو ما يعني استغلالهم لحالة الحدود النيجيرية غير المراقبة، وحدود دول منطقة الساحل التي يسهل اختراقها عمومًا.

يرى سكان المناطق التي تنشط فيها “بوكو حرام” أنها أعقد وأكبر مما يتخيله البعض، حيث إن شمال شرقي نيجيريا والمناطق المجاورة له أصبحت منذ 2016 ساحة اللعب لفصائل مختلفة متنافسة فيما بينها.

تنشط حاليا ثلاث حركات في أجزاء من شمال نيجيريا والمناطق الحدودية الشمالية مع الدول المجاورة، ولكل واحدة من هذه الحركات روابط مع “جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد” (بوكو حرام). وتحدَدُ توجهاتِ هذه الفصائل الثلاث علاقاتها مع تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) أو “تنظيم القاعدة”.

علاقات معقدة نظرًا لما تنطوي عليها من التأثيرات المادية والأيديولوجية والإستراتيجية والتنظيمية، إضافة إلى طبيعة القيادات وتغير الولاءات وانسحاب الأفراد المهمين منها.

وقد خلق وجود كل من “بوكو حرام” القديمة بقيادة “شيكاو” و”تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا” بقيادة “با إدريسا” جوًّا تنافسيًّا في شمال نيجيريا والمناطق الحدودية المجاورة. إذ دخل إلى الخط فصيل آخر وهو “جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان” أو (أَنْصَارُو)، مع الإشارة إلى أن “أبوبكر شيكاو” و”أبو مصعب البرناوي” لم يُعْلِنا التنازل عن ولائهما للبغدادي حتى بعد إزاحتهما عن المنصب القيادي.

أما جماعة “أنصارو”، فهي حالة شبه خاصة ومختلفة لأنها تأسست على أيدي أفراد ومسلحين عملوا وتدربوا في الجزائر وصحراء أزواد مع “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” (Al-Qaeda in the Islamic Maghreb = AQIM)، وعلى رأسهم “أبو محمد”، و”خالد البرناوي” الذي عمل في صحراء أزواد عام 2005 مع “مختار بلمختار”، العقل المدبر لعمليات الإختطاف التي مارسها “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

كما أن “أنصارو” ليست جماعة شعبية مثل “بوكو حرام” التي استغلت الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية في منطقتي شمال شرقي نيجيريا وبحيرة تشاد وتَشكَّل معظم أعضائها من النيجيريين من ولايات شمال شرقي نيجيريا بما فيها بورنو، وأشخاص من الكاميرون والنيجر وتشاد، على أن هناك تقارير تشير إلى وجود مساعٍ للدمج بين “بوكو حرام” و”أنصارو”.