إعداد: أميرة زغدود:2-11-2020
السودان هي دولة عربية عاصمتها الخرطوم، لغتها الرسمية العربية ، وتوجد عدة لغات محلية معترف بها كالنوبية والبجاوية والتغرينية والفوراوية .
تقع في شمال شرقي إفريقيا، وتشترك في حدودها مع سبع دول هي ليبيا ومصر وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا. يبلغ عدد سكان السودان نحو 43 مليون نسمة (حسب إحصائيات 2018).
وتبلغ مساحتها 1،886،068 كيلومترا مربعا ، مما يجعلها ثالث أكبر دولة من حيث المساحة في الوطن العربي وإفريقيا.
تبلغ نسبة السكان الذين يعتنقون الإسلام 96%، وأغلبهم يتبعون المذهب السني وبشكل خاص المذهب المالكي. كما يشتهر السودان بوجود العديد من الطرق الصوفية مثل القادرية والسمانية والبرهانية والتيجانية والطريقة الختمية بالإضافة إلى الطرق السودانية الصرفة مثل الأنصار.
يوجد في مختلف المدن السودانية عدد من أتباع الشيعة الجعفرية الإثني عشرية وهم يعيشون في الخرطوم وأم درمان وبورسودان وشندي، ويعتنق حوالي 4% من السكان الديانة المسيحية التي تتوزع على أقليات صغيرة من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية القبطية والإثيوبية والأرمنية وبعض الكاثوليك والبروتستانت وأتباع الكنيسة الإنجيلية، ويتمركز المسيحيون في مدن مثل الخرطوم والقضارف و الأُبَيِّض .
تمتاز السودان بالعديد من الموارد الطبيعية مثل البترول والغاز الطبيعي، وتمتلك أراضي زراعية شاسعة مما جعلها تسمى “سلة الغذاء العربي”، ولها مخزون من خام الحديد والنحاس والكروم والزنك والفضة والذهب واليورانيوم، وتعتمد الصادرات السودانية على المنتجات الزراعية .
حيث يجد القطن عناية خاصة من الدولة بسبب الطلب المتزايد عليه في الأسواق العالمية، وتعتبر السودان الدولة الأولى في العالم المنتجة للصمغ العربي (80 % من الإنتاج العالمي) ويتم تصديره إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
كما يمثل السكر مكانة هامة في قائمة الصادرات السودانية وقد حقق السودان الإكتفاء الذاتي من السكر ويقوم حاليا بتصدير الفائض، وبالإضافة إلى هذه المنتجات يصدر السودان الحبوب الزيتية وبذرة القطن والخضر والفواكه والماشية واللحوم.
منذ التسعينات كان الإنتاج النفطي السوداني موحدا ، ويوجد في أغلبه في المناطق المحاذية للحدود الحالية مع جنوب السودان، حيث يتمع هذا الأخير بالسيطرة على معظم حقول الإنتاج منذ الإنفصال في يوليو 2011، إلا أن السودان احتفظت بمنشآت التكرير والتصدير بالإضافة إلى خطوط الأنابيب الناقلة إلى موانئ البحر الأحمر.
وأوقف جنوب السودان إنتاجه النفطي في يناير 2012 بعد فشله في الإتفاق مع الشمال على رسوم نقل النفط للتصدير واتهامه حكومة السودان بسرقة النفط.
واستُؤنف تصدير النفط في أبريل 2013 بعد التوصل إلى اتفاق مع الشمال إلا أن العديد من القضايا تظل عالقة بين البلدين وتهدد استدامة الإتفاق واستمرار التصدير.
ووفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي يشكل النفط حوالي 57% من دخل حكومة السودان و 98% من دخل حكومة الجنوب في 2011. ويقدّر الإحتياطي المؤكد للدولتين بخمسة مليارات برميل يقع معظمها في حقلي المجلد وملوط المشتركين بين الدولتين.
السودان هي جمهورية فيدرالية ، وبعد الموجة الكبيرة من الإحتجاجات ضد حكم البشير الذي امتد لثلاثين عاما، قام الجيش بانقلاب عسكري في أبريل 2019، أزاح فيه البشير عن السلطة، ويتولى اليوم عبدالله حمدوك رئاسة الوزراء ويترأس عبد الفتاح البرهان المجلس السيادي الإنتقالي .
التنظيمات السياسية والتعددية الحزبية :
تشهد الساحة السياسية بالسودان زخما كبيرا في الحياة الحزبية حيث يوجد أكثر من 100 حزب.. وعند التمعًّن في الصورة السياسية للبلاد نجد الطائفية هي المحرك الأساسي لبروز الأحزاب وليس المنطلق الفكري، وبالرغم من دورها الواضح في تحقيق الوحدة الوطنية إلا أن هذا دعًّم بصورة غير مباشرة التحزب العرقي والإقليمي بالبلاد وشكًّل خارطة متنوعة التوجهات.
خلال حكم البشير كان هناك حزبان فاعلان فرضا سيطرتهما على الساحة لعقود وهما حزب “الأمة القومي” الذي يقوده الصادق المهدي وله قاعدة جماهيرية كبيرة تتمثل في “طائفة الأنصار” .. برز هذا الحزب قبل استقلال السودان ويرجع أصل التسمية من”نصرة” الإمام محمد أحمد المهدي الذي قاد ثورة ضد الحكم التركي في القرن التاسع عشر.
يستمد الحزب قوته وسط السودانيين من تراث الثورة المهدية التي أسست دولة حكمت السودان ما بين 1885 إلى 1898،إلا أنها سقطت على يد الإستعمار البريطاني.
في الجهة المقابلة نجد الحزب “الإتحادي الديمقراطي” بقيادة محمد عثمان الميرغني وتتمثل قاعدته في” طائفة الختمية “، حيث جاءت تسمية الحزب كعصارة لاتحاد بين حزبين سياسيين كبيرين هما الحزب الوطني الإتحادي برئاسة إسماعيل الأزهري وحزب الشعب الديمقراطي برئاسة الشيخ علي عبد الرحمن وكان ذلك عام 1968، واختار الحزبان إسماعيل الأزهري رئيساً للحزب آنذاك.
كما نجد الجبهة الإسلامية القومية، أُطلق الإسم على الحركة الإسلامية الحديثة في السودان عقب انتفاضة الشعب السوداني على حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري عام 1985، وذلك بعد مؤتمر جامع دعيت له كل الفعاليات الإسلامية والقومية حيث تم تأسيس الجبهة رسميًا.
وتُعد الجبهة امتدادًا للحركة الإسلامية التي بدأت في أواخر الخمسينيات تحت اسم “الإخوان المسلمين” ثم جبهة الميثاق الإسلامي عقب ثورة أكتوبر 1964 التي اشترك في إشعالها كافة قطاعات الشعب السوداني وأحزابه.
التعددية الحزبية ساهمت بشكل خطير في تسييس القبائل، أي تحويل نشاطها من نشاط قبلي طبيعي، ذي صبغة قرابية خاصة، إلى ضرب من القبائلية السياسية وتوريطها في الشأن السياسي العام.
ويتضح الأثر الكارثي لذلك التسييس الذي ظل يمارسه نظام الخرطوم حيال القبائل السودانية، حيث كانت مأساة دارفور أبرز مثال.
يضمً القطر السوداني أكثر من 590 قبيلة مختلفة، وهي عبارة عن مجموعات من القبائل العربية البدوية توجد خاصة في ولايات الوسط السوداني. أما القبائل الإفريقية فتتمركز بالأساس في الأقاصي الغربية والجنوبية، إضافة إلى النوبية في أقصى الشمال وبعض مناطق الغرب، كما نجد البجا في أقصى الشرق مع وجود أقلية قبطية مصرية.
فسيفساء عرقية قبلية تطغى على صورة مكونات المجتمع السوداني، ساهمت في انقسام المجتمع إلى مجموعات أكبرها “الجعلية” و”الشكرية” و”بني عامر” و”الكواهلة” و”الجعافرة” و”البرقو” و”الداجو…
الجليُ أن السودان تقع وسط حقل مفخخ بالألغام نظرا لموقعها الإستراتيجي، وهذا ما يفرض تحديا على القائمين على البلاد لخلق بيئة توافقية حذرة مع الخطر المتزايد لتمدد التنظيمات الارهابية.